كانت المشاكل البيئية ولا زالت قائمة في مدينة المنستير التي تعد احد اهم الاقطاب السياحية في الساحل الى جانب مدينتي سوسة والمهدية حيث يشكل التلوث نقاطا بيئية سوداء وأصبحت تشكل مصدر ازعاج لجميع المتساكنين. وفي هذا الاطار ومن اجل اعداد تقرير مفصل حول الوضع البيئي بالمدينة وتحديد مصادر التلوث الرئيسية قصد ايجاد الحلول الكفيلة بمعالجتها قامت اللجنة الجهوية للنظافة مؤخرا وتحت اشراف معتمد مركز المدينة بزيارة ميدانية لمعاينة محيط المسلخ البلدي وأيضا مجرى سيلان وادي اسماعيل المحاذي له بالاضافة الى مصب المياه المستعملة بشاطئ الكحلية .هذه الزيارة حضرها المدير الجهوي لديوان التطهير ورئيس دائرة البلديات بالولاية وأعوان الصحة العمومية وممثل عن بلدية المنستير ورئيس جمعية صيانة المدينة وقد عاينوا على اثرها الوضع الكارثي لبعض النقاط السوداء وخاصة المسلخ البلدي الذي تبين ان محطة ضخ وتكرير المياه المستعملة داخله معطبة مما جعل القائمين على نظافته من العملة يدفعون المياه الممزوجة بدماء الذبائح والملوثة بفضلاتها مباشرة في مجرى وادي اسماعيل المحاذي له وهو مجرى يعبر المناطق السكنية في اتجاه شاطئ منطقة العقبة. روائح كريهة
وكان لتسرب المياه الملوثة من المسلخ داخل مجرى الوادي تأثير كبير على تلوث المياه التي أصبحت تنبعث منها روائح كريهة والتي جعلت سيلان الوادي لا ينقطع على طوال العام وحتى في فصل الصيف الذي من المفروض ان يجف فيه جراء انحباس الامطار كما ان الحشرات وجدت ضالتها في المياه الراكدة فتكاثرت بطريقة أصبحت تشكل مصدر ازعاج للمواطنين القاطنين غير بعيد عن المكان.
اللجنة واصلت معاينة النقاط البيئية السوداء في المدينة وتحولت الى مصب المياه المستعملة بشاطئ الكحلية وعاينت بعض الترسبات على الصخور وطلبت من المسؤولين بالادارة الجهوية للتطهير ومن اعوان الصحة العمومية اخذ عينات من المياه قصد تحليلها والوقوف على نتائجها وعلى مدى خطورتها على المصطافين.
ويذكر ان شواطئ مدينة المنستير كانت تعرف في السابق بنظافة تربتها وصفاء مياهها ومثلت لعدة سنوات ملاذا للمصطافين الذين يلجؤون اليها هربا من حر الصيف ولكن هذه الشواطئ بدأت تعرف خلال السنوات الاخيرة وضعا صعبا اصبح على السلط الجهوية والوطنية ان تدرك خطورته إذا لم يتم التدخل العاجل وايقاف مصادر التلوث بصفة نهائية او معالجتها بطرق ومواصفات فنية عالمية.