من سيخلف محمد عبو على رأس وزارة الوظيفة العمومية؟ هذا السوال يطرح الآن بإلحاح داخل الأوساط السياسية في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر مطلعة أن «الترويكا» الحاكمة لن تتخلى عن سياسة المحاصصة في توزيع الحقائب خاصة وأن حقيبة وزارة الوظيفة العمومية كانت من نصيب حزب المؤتمر. المعلومات تشير الآن إلى انطلاق المشاورات والحديث داخل حزب المؤتمر منذ الاعلان عن استقالة محمد عبو لاختيار خليفة له من حزب الرئيس المرزوقي فحزب المؤتمر الذي دخل في تحالف «الترويكا» يبدو أنه من الصعب أن يفرط في الحقيبة الوزارية التي كانت من نصيبه لذلك تطرح الآن بعض أسماء من رموز حزب المؤتمر لتكون خليفة لمحمد عبو الذي يبدو أنه يبحث عن آفاق سياسية تتجاوز حقيبة الوزارة.
من بين الأسماء المطروحة والمتداولة في الشارع السياسي لخلافة «محمد عبو» اسم عبد الوهاب معطر وزير التشغيل الذي قد تسلم له حقيبة الوظيفة العمومية بينما يتم تداخل اسم سمير بن عمر المستشار في رئاسة الجمهورية...
تكنوقراط
بعيدا عن حسابات المحاصصة السياسية البعض لا يسبعد امكانية أن تسند وزارة الوظيفة العمومية لأحد أفراد الطاقم الاداري من «التكنوقراط» ذلك أن طبيعة هذه الوزارة تتطلب معرفة كبيرة بخفايا الادارة وبمختلف جوانبها ودراية بالمؤهلات الفنية الادارية.
هذه الأسباب أدت بالبعض إلى طرح اسم محمد زهير حمدي رئيس ديوان محمد عبو وهو أحد الاداريين المحنكين من خريجي المدرسة القومية الادارية وله معرفة كبيرة بالنقابات وبالعمل النقابي وبملفات التفاوض وقد نجح في العمل مع «محمد عبو» عند تسلمه لرئاسة ديوانه وأثبت نجاحا كبيرا في معالجة العديد من الملفات لكن الأمر يبقى لرئيس الحكومة حمادي الجبالي الذي قد لا يكون قادرا في هذا الظرف بالذات على التخلص من حسابات «الترويكا» التي تفرض المحاصصة السياسية. هل يعوض اختيار «التكنوقراط» المحاصصة السياسية؟ هذا هو السؤال المركزي في مسألة خلافة الوزير محمد عبو.