من الصعب وصف الحالة المعيشية لهذه العائلة التي تأويهم غرفة متعدّدة الوظائف التجأت اليها السيدة سعاد الحسني رفقة بنتيها وزوجها مكرهة بعد أن تنكر لها الزمن. ففي هذه الغرفة ينامون ويأكلون ويشربون... إنها المعاناة بعينها. السيدة تدعى سعاد الحسني تقطن وسط قرية الدخانية «الجديدة» رفقة زوجها وبنتيها غفران وتقوى بمستودع كان في الماضي البعيد تابعا للمجلس القروي بالمكان وبما أن المستودع لم يقع استغلاله لهذا الغرض فان السيّدة الحسني التجأت اليه مكرهة بعد أن تمّ طردها من احد المنازل التي قامت بتسويغها وذلك بعد ان عجز زوجها عن تسديد متخلدات معلوم الكراء وحتى لا تتشرد سكنت هذا المستودع المهجور حسب حديثها وذلك منذ سنة 2007 فقامت لذلك ببناء حائط على مستوى المدخل وتواصل محدثتنا قائلة بان هذا المستودع والذي هو عبارة عن غرفة متعدّدة الوظائف (مطبخ وبيت للنوم وبيت للراحة) تراكمت به الادباش في كلّ ركن لكن بالإضافة الى حالة الاختناق هذه فهو بلا ماء ولا كهرباء مما يضطرني الى الاستنجاد بأهالي المنطقة للحصول على الماء الصالح للشراب .
معاناة هذه السيدة لم تقتصر على هذا الحدّ بل تجاوزت ذلك لتحدثنا عن مشكل آخر يتمثل في عدم وجود نور كهربائي بهذا المستودع مما جعلها تستعمل في كثير من الاحيان شمعة للانارة وتواصل انه بالرغم من ذلك فان ابنتيها متألقتان في دراستهما حيث تحصلت الاولى على معدّل يفوق ال16 في حين عانقت الصغرى الامتياز من خلال حصولها على معدّل شارف على 18 من 20
البنت غفران ابتسمت قائلة منذ 5 سنوات ونحن نعيش على هذه الحالة في غرفة واحدة وتضيف بانها تفتقر لدورة مياه اما شقيقتها تقوى فالبسمة لم تفارق محياها بالرغم من هذه الظروف قالت بانها ستواصل دراستها بهذا المستوى الجيد لتعوض ما فات لوالديها من حرمان وتضيف بانها تناشد السلط المحلية والجهوية للأخذ بأيديها من اجل بناء مطبخ ودورة مياه ولما لا مدنا بالنور الكهربائي وبالماء الصالح للشراب حتى تستطيع مواصلة دراستها في احسن الظروف .