هم مجموعة من طلبة التاريخ بجامعة امستردام بهولندا يجوبون التراب التونسي في رحلة بحث دراسية حول الثورة في تونس. مهمتهم كما اكدت لنا الطالبة (انا لاكماكار) هي ممارسة عملية حفر معرفية لمنطلقات الثورة. لقد كان من الضروري كما أكد لنا منسق الرحلة السيد رشيد الحمزاوي وهو نجل الدكتور محمد رشاد الحمزاوي ان يحلوا بمدينة تالة باعتبارها مدينة الفعل الثوري تاريخيا من ناحية وباعتبارها من ناحية اخرى مركز الهزة الثورية التي أشعلت نار الثورة وخلخلت اسس النظام السابق. فمن تالة ارادوا ان يفهموا حقيقة ما حدث في تونس. سألنا السيد حمزة السائحي وهو شاب من شباب الثورة في تالة وكان حاضرا في جلسة الاستماع للشباب بدار الثقافة بتالة ليدلي بشهادته :لماذا بدؤوا تحقيقهم العلمي التاريخي من تالة ؟ قال (لقد كانت اسئلتهم لنا توحي ضمنيا بانهم مقتنعون قناعة علمية ان تالة هذه المدينة المنسية سياسيا حاضرة تاريخيا في اذهان البحاثة والدارسين باعتبارها مدينة النضال ضد كل اشكال الطغيان منذ الرومان وهي احدى اهم قلاع الرفض والتمرد التي صنعت ربيع 14 جانفي. لقد حدثناهم عن مراحل تحركات الشباب في تالة منذ 3 جانفي 2011 التي كان اهم روادها الشباب التلمذي. و عن تطورات الاحداث الى حين سقوط اخر شهيد يوم 12 جانفي 2012. وقد اكدنا في شهاداتنا ان الاحزاب السياسية وظفت ثورة الشباب في تالة وقدمت الوعود لكن ما ان حصلوا على المناصب حتى نسوا وعودهم وبقيت تالة تلملم جراحها دون ان تندمل. بل ان المعاناة هي نفسها, ويؤكد السيد رشيد الحمزاوي ان قيمة البحث الذي ينجزه هؤلاء الطلبة تكمن في انهم ارادوا التخلي عما تقوله الاحزاب وما ينشره الكتاب المتحزبون الذين لا يخرج تأريخهم عن رغبتهم الذاتية في النظر الى الاحداث من زاوية النظر الايديولوجية لا الموضوعية، لهذا هم يسعون الى الحصول على المعلومة من الفاعلين الحقيقيين لا من الكتاب الناقلين والمتاجرين. لقد كان تركيزهم على الاهداف والتطلعات وعما اذا كانت قد تحققت بعد اكثر من عام على الثورة, ويضيف السيد رشيد الحمزاوي ان هذه الزيارة هي مناسبة لإبلاغ صوت شباب تالة الى العالم ونحن كما يصرح ل«الشروق» بصدد تأسيس جمعية تنموية ستكون مهمتها جلب الاستثمار اعتمادا على علاقاتنا الشخصية بشخصيات هولندية وسيكون طلبة التاريخ الهولنديون خير داعم لنا.