الدكتور النّاصر بالشيخ ل«الشروق»: أبعدت من ادارة المعهد العالي للفنون الجميلة بتأثير مقربين لليلى الطرابلسي تونس (الشروق): الدكتور النّاصر بالشيخ أحد الشخصيات الأكاديمية البارزة في تونس الى جانب حضوره كفنّان وناقد تشكيلي ،ظلّ صامتا طوال العهد السّابق رغم أنّه كان من الأصوات البارزة في الدفاع عن الفكر البورقيبي من خلال عمله الصحفي في منابر الحزب الدستوري . كيف عاش الثورة وكيف يرى التحدّيات المطروحة عليها ؟ «الشروق» التقته في هذا الحوار الشّامل . كيف تفهم ما حدث في تونس وهل كنت تتوقّعه؟ لا أظن أن أحدا في العالم كان يتوقع ما حدث في تونس فالثورة فاجأت الجميع وخاصة النظام الذي أطاحت به بطريقة هي أيضا كانت غير منتظرة. وهي بصفتها تلك تكتسي صبغة «ابداعية» تجديدية في مجال انتاج التاريخ من طرف الشعوب عندما تتمكن هذه الأخيرة من صنع قدرها . ويمكن اليوم لأخصائي علم الاجتماع السياسي أن يفسر الأحداث بالرجوع الى مسبباتها التي قد كانت بينة للعيان (وليس كل ما هو بين للعيان يرى) أوالى أسبابها المباشرة التي تتمثل في تسلسل الوقائع التي تربط بين استشهاد محمد البوعزيزي والمظاهرة الشبابية العارمة بشارع بورقيبة التي أبهرت العالم بجمالها وأدخلت الهلع في نفس طاغية ثقافته محدودة جدا فهرب مراوغا ووجد نفسه في مزبلة التاريخ من حيث لم يكن يدري . وما انكشف للعيان بعد خلعه يشير بكل وضوح الى أن الرجل لم تكن له طموحات تاريخية بقدر ما كان ضحية شجع لا محدود وتلذذ مرضي بممارسة السلطة تعويضا لفقدانه الواضح لأقل مقومات الانسانية. وما حز في نفسي وقلل شيئا ما من شعوري بالسعادة القصوى الذي سكنني منذ أن أعادت في الثورة نخوة الانتماء لتونس ما انتابني من امتعاض عندما وعيت بهول الكارثة على المستوى الرمزي والتي تتمثل في الفارق الكبير بين هذا الرجل الجاهل الذي تحكم في رقابنا لما يفوق العقدين من الزمن ومن سبقه من رجالات تونس ممن نفتخر بهم ونعتبرهم من منارات تاريخ تونس المجيد. وهو شعور أحيا في ذكرى طفولتي أثناء السنين التي عشتها في فترة تمتد من قبيل الاستقلال الى بعيده . غير أن التوقع لا يتمثل فقط في رصد الأحداث والترصد من خلالها لما يخبئه لنا الغيب. اذ يمكن للتوقع أن يتخذ أشكالا إبداعية أو تأويلية للواقع . والتأويل هنا أشير من خلاله الى ما يحويه الشعر الصادق من تبشير ضروري بالانعتاق والحرية وهو ما نفتخر كلنا بوجوده في شعر الشابي. وهذا التبشير بالحرية يضع الشاعر في مقام الأنبياء ولا أقول الرسل للفارق النوعي بين الرسول الملهم الذي ينزل عليه الوحي في شكل كتاب سماوي والشاعر الذي يؤول الواقع تأويلا ويجعل غيب هذا الواقع ينكشف للعيان . فالغيب الذي يتنبأ به المبدع ليس الغيب المطلق الذي لا يعلمه الا الله بل ما خفي من الواقع تحت حجاب ما نسميه الوعي. والفن كما هو معروف يجعل اللامرئي مرئيا . والفارق الآخر بين التنزيل والتأويل هوأن الأول يمكننا من خلال ما يعلمنا به الله من الاطلاع عما وراء الحجب عن طريق الايمان والتصديق بما جاء في الرسالة بينما الثاني يتمثل في التحفيز على تجاوز الواقع دون القفز عليه بانتاج الفنان فضاء طوباويا «يشفف» ( اقصد يجعله شفافا) نفس هذا الواقع ويساعد بقية البشر على نحت مستقبلهم بعد أن يوحي اليهم الشاعر أو الفنان ما خفي عن أعينهم في طيات واقعهم من امكانية نحت هذا الأخير وهو ما نسميه مع أبو القاسم الشابي بارادة الحياة التي لا بد أن يستجيب لها القدر. ولست أول من يقول بأن الثورة التونسية التي علينا أن نحمي انسانيتها الرفيعة من جيوب الردة التي تهدد خصوصيتها الحضارية ومن كل تمجيد للعنف الذي يتمثل في الظلم وفي الرد على الظلم بالظلم المضاد لها بعدا شعريا أكيدا يتأسس في الاحتراق الرمزي لشاب حنون من مدينة «ابوزيد» ذكر باستشهاده البشرية جمعاء بأن الحياة كرامة أولا تكون. وهذا البعد الرمزي هو ما يضفي على تضحية محمد البوعزيزي بنفسه على معبد الكرامة بعدا روحانيا واضحا يحمل ثورتنا من العمق ويجعل منها واقعا ربانيا يصعب الركوب عليه لا من طرف السياسيين الانتهازيين ولا من طرف الشعراء المتكبرين وان كانوا غزاة. فهذه الثورة التي جاد بها القدر لشعب الشابي والبوعزيزي استجابة لرفض كل منهما العيش بين الحفر وطوقهما للكرامة المؤانسة للبشر والتي جوهرها شوق الحرية الحارق ووهجه المطهر للنفس الأمارة بالسوء. كنت رئيس تحرير «ديالوغ» لماذا انسحبت من الحياة الثقافية والاعلامية؟ يجب قبل أن أجيبك أن اذكر القراء من الشريحة العمرية التي لا تتجاوز سن الثلاثين والذين لا يعرف الكثير منهم من تاريخ وطنهم الا ما أمكنهم التعرف عليه عن طريق ال«فايس بوك» (وذلك لما قام به نظام الدكتاتور الفاسق من تعتيم اعلامي بنية حذف كل ما سبق) بأن «ديالوغ» أسبوعية سياسية واعلامية عامة كنت من ضمن مجموعة محرريها الأولى بصفتي «ناقد فني» وكان ذلك اثر تأسيسها سنة 74 عندما كان الهادي نويرة وزيرا أول (بالفعل) لحكومة بورقيبة والسيد محمد الصياح مديرا للحزب الاشتراكي الدستوري. وتداول على ادارتها ورئاسة تحريرها كل من الزملاء عمر صحابو وحمادي بن حماد ورجاء العلمي وكنت أنا آخرهم الى أن وقع ايقاف اصدارها بقرار من الديوان السياسي للتجمع بعد اقل من شهر من انعقاد «مؤتمر الانقاذ» الذي كرس عملية السطو الذي قام به رجال «التحول المبارك» على الحزب الدستوري. ولم يكن ايقاف المجلة دون علاقة بالخط التحريري الذي انتحيته والذي تمثل في الابتعاد ما أمكن عن تكريس الصفة الدعائية ان لم نقل تعميقها المتعمد من طرف صحافة «العهد الجديد» والتي كانت اغلب الصحف الرسمية موسومة بها. وقد سميت مديرا للمجلة اثر تخلي بورقيبة عن مزالي وتسمية السيد رشيد صفر وزيرا أول. أي في فترة احتد فيها الصراع على السلطة بين مجموعات مختلفة من السياسيين المرشحين أنفسهم لا لخلافة بورقيبة فقط ولكن لتعويض النخبة الحاكمة بمجملها. وما أزال أتذكر القائمة التي أوردها البشير بن يحمد أول وزير للإعلام في حكومة بورقيبة ورئيس تحرير «أفريك اكسيون» سابقا في مجلته « جون أفريك» وهي قائمة تضم شخصيات شابة اغلبهم من المستقلين أومن المعارضين . غير أن الصراع الحقيقي كان يدور رحاه داخل الحزب الحاكم نفسه بين مجموعتين أساسيتين. الأولى يتزعمها السيد محمد الصياح ذو التوجه البورقيبي المبني على رواسب ستالينية والسيد الهادي البكوش ذو الميولات الاشتراكية الدستورية التي جعلته يتحالف مع البعض من المحسوبين على اليسار غير المتحزّب مثل العربي عزوز أو الجامعي النقابي السيد فرج الشايب وغيرهما من الذين قربهم اليه مدير الحزب الاشتراكي الدستوري آنذاك. أما أنا فقد تعرفت على سي الهادي عندما كنت صحفيا بجريدة «لاكسيون» حيث تخصصت في كتابة الافتتاحيات ذات المحتوى السياسي والثقافي وقد كنت رفعت اليه شكوى بصفته مديرا للحزب اثر تهجم قام به علي احد الملحقين بديوانه. وأوضحت في الشكوى باني اكتب ما أفكر وان لم يسمح لي الحزب بكتابة ما أنا مقتنع به فاني سأتخذ لنفسي «براكة» أمام دار الحزب وأدافع منها عن الفكر البورقيبي كما أراه من وجهة نظري وأودعت التقرير لدى الزميل فرج الشايب الذي كانت تربطني به علاقة زمالة اذ كنا الاثنين ندرس بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار. وبعدها بربع ساعة وقع استدعائي من طرف مدير الحزب وسألني عن سبب تواجدي بالصحافة الحزبية وهل يرجع ذلك الى موالاتي لمحمد مزالي فأجبته باني لست معجبا الا بفكر بورقيبة مفرقا بين الولاء للشخص bourguibiste والاعجاب بفكره bourguibien. وهي تفرقة تشير الى أني توصلت الى قناعة بان ما اسميه الفكر البورقيبي لا يمثل ايديولوجية وسطية وليس علمانية «لاييكية» بل عقلانية غير جاهلة بحدودها هي اقرب للفكر الماركسي الأصلي La pensée marxienne من قبل أن يقع توظيفه في الايديولوجية الماركسية le marxisme التي حنطته. كما أن هذا الفكر البورقيبي جهادي المنبع بالمعنى الصوفي للكلمة. وكنت وما زلت اعتقد أن الفكر البورقيبي يستند في الآن نفسه الى الفكر التنويري الفرنسي والفكر الماركسي الأصلي والفكر الاسلامي الجهادي كما مارسه الأمير عبد القادر الجزائري. وهو ما جعله يتخذ الجهاد الأكبر مرجعا. وصفة «الأكبر» يجب الحاقها بالجهاد وليس بالمجاهد كما فهمه المداحون المتزلفون الذين حولوا وجهة الفكر البورقيبي وجعلوا منه مقولات غير مرتبطة بنمط انتاجها. وكنت كتبت افتتاحية طالبت فيها بان لا نترجم لقب المجاهد الأكبر ب Le Combattant Suprême, وانه من وجهة نظر الفكر البورقيبي فان بورقيبة يريد بمرجعيته هذه أن يكون كل تونسي مجاهدا مقاوما ... للنفس الأمارة بالسوء ممارسا في حياته اليومية للجهاد الأكبر. كما اوضحت بالموازاة الى ذلك أني أعتبر بورقيبة مثقفا عضويا بمفهوم المفكر الايطالي « غرامشي». وكنت علمت عن طريق الصدفة بان بورقيبة كان يقرأ لي وذلك أثناء زيارة لولاية توزر وقع تقديمي اثناءها الى معتمد نفطة الذي قدمني بدوره الى الوالي قائلا: «سيدي الوالي هذا هو الناصر بن الشيخ الذي يطلب مني الرئيس كل صباح أن آتي له بجريدة «لاكسيون» للاطلاع عما يكتبه». وفهمت عندها السر الذي يكمن وراء تمكيني من التعبير بكل حرية بالرغم من أني لم أكن حليف أي أحد من رجالات السياسة المتزاحمين على الساحة. اذ انه لم يقع اعلامي بان الرئيس يقرأ لي من طرف أي مسؤول عن الصحافة الحزبية. وكما سبق وأن أوضحت حاولت أثناء الفترة التي قضيتها على رأس مجلة «ديالوغ» من أن أعطي مفهوما ملموسا لكتابة صحفية ملتزمة فيها من الاجتهاد والتأويل ما ينأى بها عن اللغة الخشبية السائدة. غير أني فهمت اثر قرار الديوان السياسي الجديد بايقاف اصدار «ديالوغ» ان النظام الجديد ليس بحاجة لمفكرين. وأتذكر أني قابلت السيد الشاذلي القليبي بمنزله بقرطاج وقد كنت اشتغلت بديوانه في بداية السبعينات وبلغته آن التجمع لم يبق فيه مثقفون فأجابني بالحرف الواحد « كل نظام تخدمو رجالو». وقررت بعدها أن أركز على التدريس بالجامعة وأن أخوصص (أو أخصخص) نشاطي في ميدان الكتابة وقمت بنشر كتابين . توليّت مهمات أكاديمية كيف عشت التجربة في ظل حكم الرئيس المخلوع؟ طيلة العشرين سنة الماضية مارست ما اسميه بنشاط المقاومة ويتمثل في العمل ثم العمل ثم العمل. فأعددت معرضا تشكيليا بعد ما يقرب من العشر سنوات من الانقطاع عن الانتاج الفني وكان ذلك سنة 94 بالقاعة البلدية للفنون التي وقع بناء مقر التجمع المنحل على الأرض التي كانت عليها ثم وقع تعييني مديرا مؤسسا للمعهد العالي للفنون الجميلة بصفاقس باقتراح من الدالي الجازي وزير التعليم العالي آنذاك حيث قضيت بعاصمة الجنوب أربع سنوات سمحت لي بان أعيش تجربة ثرية جدا على كل المستويات منها التربوي البيداغوجي ومنها ما يتصل بالبحث العلمي في ميدان اختصاصي ومنها كذلك ما يتصل بالسياسة حيث تعاملت مع المستجدات بنفس الاستقلالية التي تعودت عليها في ممارستي للصحافة الحزبية في الفترة البورقيبية. ولكن الأهم من كل ذلك كان اكتشافي بمعية زوجتي وأبنائي مدينة صفاقس التي صرت أعرفها أكثر من بعض أصيليها القاطنين بالعاصمة. فمدة اقامتي بها لم ابق منزويا وقمت بأنشطة عديدة غير مرتبطة بموقعي كمدير مؤسسة جامعية وتعرفت على شخصيات أصيلة لها من دماثة الأخلاق والحس الاتصالي الأكيد ما أضفى على تواجدي بينهم شعورا بالسعادة والارتياح اذكر منهم الصديق الدكتور محمد علولو. ولقد سبق لي وأن ذكرت هذا في كتابي الصادر سنة 2009 من قبل أن يعين وزيرا في حكومة ما بعد الثورة. وفي جوان 99 وقع تعييني مديرا للمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس حيث واصلت نفس الجهد الذي بدأته في صفاقس بأقل نسبة من النجاح لما اعترضني من الصعوبات في علاقتي مع الادارة المركزية اثر مرض الدالي الجازي وتسمية السيد الصادق شعبان مكانه. وقد تمكنت من المحافظة على استقلالية قراري بالرغم من تعرضي لضغوطات من طرف بعض المقربين من ليلى الطرابلسي مما جعل الوزارة لا توافق على تجديد تسميتي على رأس المؤسسة. فتفرغت للتدريس والى كتابة كتابين احدهما صدر بباريس سنة 2006 والثاني صدر بتونس سنة 2009. هناك من يتّهم المؤسسة الجامعية بالتواطئ والصمت والتخلّي عن دورها النقدي كيف ترى المسألة ؟ أنا لا أرى ذلك من زاوية التخلي أوالتواطئ وأرجعه الى تصور عام ساد وما زال يسود جامعتنا منذ بداية السبعينات. ويتمثل حسب رأيي في عدم الاعتبار بما فيه الكفاية لما يمكن ان نسميه باستقلالية الجامعة عن السياسة. وليس معنى ذلك أن نعزل الجامعة عما يخترق المجتمع من إيديولوجيات مختلفة تهم مختلف التصورات السائدة في ميادين العلم والتعليم والاقتصاد والثقافة والاجتماع ولكن بأخدها كلها من باب الفكر النقدي الذي يساعد على الابداع والتجاوز والابتعاد ما أمكن عن الجدال الايديولوجي الذي لا يضيف شيئا لما هو موجود خارج الجامعة. فالفضاء الجامعي له خصوصياته فأنت لا تنتخب عميدا أومدير مؤسسة جامعية كما تنتخب رئيس بلدية أوعضوا في مجلس النواب. وظني أن ما اعتادت عليه النخب الجامعية هو أن لا تعتبر الجامعة كمجال خصوصي له من الأهمية كمؤسسة ما يجعله يكتسي نفس القيمة التي قد يوليها البعض منا للمؤسسة السياسية أو الادارية أو الاقتصادية. ونحن عندما نتحدث عن دولة المؤسسات يجب حسب رأيي أن نؤمن بأن خطة الأستاذ الجامعي لا تقل قيمة عن خطة الوالي أو الوزير أو القاضي أوصاحب مؤسسة اقتصادية كبرى. ونفس الاحساس يجب أن يشعر به المبدعون في القطاع الثقافي. فالديمقراطية التي لا تعتبر خصوصية كل واحدة من المؤسسات التي تعتمد في تفعيلها لا تضمن النمو والتطور المتوازن للمجتمع والذي يحصل من خلال التكامل الأفقي بين المؤسسات وليس بترتيبها القيمي العمودي . ويمكننا أن نشاهد اليوم ما يمكن أن يحدث عندما لا نفرق بين السلطة السياسية والسلطة الاقتصادية. فيجب من هنا فصاعدا اذا نحن عزمنا على استثمار المناخ الديمقراطي الحر ان لا نخلط بين السياسي والاقتصادي وأن لا نقول مثل وزير مالية سابق غداة السابع من نوفمبر ان جماعته تملك السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية تابعة لا محالة . مما قد يكون شارك في الايحاء بالمقولة العكسية وهي ان من يملك السلطة السياسية يمكنه أن يترجمها الى سلطة اقتصادية ولو كان ذلك عن طريق تحول رئيس جمهورية الى خاطف للاقتصاد الوطني. حدث نهب كبير للآثار وللوحات التشكيلية هل لديكم إلمام بالنزيف الذي حدث للذاكرة، الفنية وخاصة الجمالية (لوحات أثار..)؟ لقد علمت بذلك بعد الثورة وامتعضت لما آلت أليه تونس اثر تسلط الطاغية الجاهل وحاشيته المتوحشة اذ أن بلحسن الطرابلسي وصخر الماطري أضافا لمن سبقهما من سارقي الآثار الجهل والانعدام المطلق للذوق وتمثل ذلك في اعادة استعمال قطع أثرية يرجع تاريخها الى القرن السادس قبل الميلاد بتصويغها في شكل جديد يمكن سارقها من استعمالها لأغراض منزلية. كيف ترى المستقبل ؟ أنا متفائل بمستقبل الثورة التونسية. القفزة النوعية التي تمثلها ثورتنا في تاريخنا بلغت نقطة اللاعودة ولنا من الشباب الذي تتجاوز نسبته نصف الشعب ما يجعلني أقول لا خوف على تونس بعد اليوم وتفاؤلي أساسه ايماني العميق بأننا قادرون على ربح الرهان