هل أتاك حديث الطماطم هذه السنة... صاحبة التاح المرصع باللؤلؤ الأحمر... اشتاقت لها ربات البيوت أسابيع خلت خيث ارتفع سعرها وقل عرضها... وباتت حديث الداني والقاصي.. ها هي اليوم تطل بأطنانها على أصحاب مصانع الطماطم والأسواق العادية...لكن هذه الأيام تطرح العديد من الإشكاليات سواء كان ذلك لدى الفلاحين أو أصحاب المصانع...فالموسم انطلق فعلا وشاحنات نقل صاحبة التاج الأحمر بدأت تجوب طرقاتنا هي رحلة سنوية تعود عليها الجميع. لكن أي إشكالات يطرحها هذا الموسم وماهي الحلول التي يمكن اتخاذها للحيلولة دون حدوث عوائق وبلادنا تحتاج إلى كل قطاع حتى يساهم في تطوير عجلة الاقتصاد والنهوض به وكسب رهان التصدير؟...التحدي الأكبر لكل اقتصاد يرنو إلى الرخاء والسؤدد.
حول جملة هذه التساؤلات التقت«الشروق» بالسيد رياض الحري صاحب مؤسسة صناعية لتحويل الطماطم... اعتبر محاورنا أن هذا الموسم استثنائي بكل المقاييس لعل أول ملامحه أن الانتاج الوطني من المنتظر أن يسجل انخفاضا حيث كان في السنة الفارطة 145 ألف طن من الطماطم المحولة والتي تقابلها 850 ألف طن من الطماطم الطازجة وهذه السنة سيكون المعروض 600 ألف طن من الطماطم الطازجة والمحولة ب 100 ألف طن أي بنقص يقدر ب 30 ٪ ويعزى ذلك إلى نقص في المساحة المزروعة بحوالي 10 ألاف هكتار.
وعلى الرغم من هذا النقص فإن المخزون الوطني اليوم يقدر ب 40 ألف طن وهي بقايا السنة الماضية وبالتالي فإن ذلك لن يحد من إمكانيات تونس في التصدير. وذكر السيد رياض الحري أن قطاع تحويل الطماطم منظومة معقدة ولا يمكن النظر إليها بمعزل عن اعتبارات متعددة حيث أن الأطراف المتدخلة متشابكة وكل خلل في عناصر هذه المنظومة يربكها والحديث عن كسب رهان التصدير والترفيع في تشغيلية القطاع رهين توفر شروط نجاح المنظومة المتكاملة.
التمويل المعضلة الأولى والبنوك مازالت بعقلية الماضي
أشار السيد رياض الحري أن تطوير القطاع بحاجة إلى مراجعة مقاييس تحرك المؤسسات البنكية وتفاعلها مع أصحاب المهنة من الصناعيين وفي اعتقاده أن المسؤولين البنكيين مطالبون بمعرفة خصوصية القطاع حتى يتناغم معه بالسرعة المرجوة بعيدا عن الاعتباطية فالمسألة مرتبطة بعامل الزمن والوقت ولا يمكن لأصحاب مؤسسات تحويل الطماطم التعامل مع كل الأطراف في غياب سيولة حينية يستدعيها الظرف مشيرا إلى ان القروض الموسمية لها ضماناتها لدى البنوك لكن هذه الأخيرة تتعامل مع ملفات جامدة لا روح فيها...فهل يعقل أن ملفات ساخنة تحتاج إلى التحرك الفوري تتعثر لمجرد أهواء أو عدم دراية بخصوصية القطاع...وقال مخاطبنا إن هذا التصرف يذكره بمقولة مسؤول في مرحلة التعاضد حيث قال سنعمل على تطبيق المخطط الخماسي ولو أدى الأمر إلى أن نبذل جهدا على مدى عشر سنوات؟ إن الواقع البنكي حسب مخاطبنا يحتاج إلى معالجة في العمق لإيجاد الحلول السريعة مضيفا أنه يرى أن البنوك اليوم تقدم وصفات للموتى والحال ان الواقع يقتضي أن تكون الوصفات لأصحاء.
إن مناطق الظل والجهات المحرومة حسب محاورنا تنتج الطماطم ونحن بحاجة إلى دعمها برؤية واضحة ومن خلال ثورة حقيقية تستهدف المؤسسات البنكية مشيرا في النهاية إلى أن الحل أيضا يكمن في تحرير التصدير والتوريد ولنا في دول المتوسط تجارب حققت أكلها أليس من الأجدى أن نحاكي تجارب ناجحة وأن نتخلص من عقلية الماضي الذي يكبلنا؟ ولن يكون بأي حال من الأحوال طريق الصواب.