تعيش منطقة الناظور عديد المشاكل والاوضاع المزرية من بطالة وتهميش وغياب تام لابسط مقومات الحياة الكريمة والجهة بأكملها تعاني من العطش في عز الصيف بالاضافة الى تفشي ظاهرة الانقطاع المبكر عن التعليم خاصة في صفوف الفتيات وهو ما تحدث به الاهالي الى «الشروق». ابراهيم قوادرية (أب لعائلة تضم 13 فردا) اكد ان منطقة الناظور تعاني منذ العهود السابقة عديد النقائص من ذلك البطالة المتفشية مشيرا الى توفر 35 حصة عمل فقط في الحضائر يتناوب عليها1500 عاطل عن العمل مضيفا ان المنطقة تشكو من الانقطاع المبكر لاغلب شبابها عن التعليم نظرا لصعوبة التنقل في ظل غياب خطوط نقل عمومي خاصة بالتلاميذ الى قفصة اذ هناك من يقطع 10 كلم مشيا على الاقدام ثم ينتظر النقل الريفي الذي لا يتزامن مع مواعيد الدراسة للوصول الى معاهد قفصة.
اما وليد الرزقي من جبل العضلة (عامل) فيقول ان المشكله الرئسية في الناظور هي العطش فالاهالي يتعاطون النشاط الفلاحي ولا تتوفر لهم الا بئر واحدة لا تكفي المنطقة بأكملها فالحيوانات تعاني في الصيف من العطش والاشجار المثمرة في مثل هذه الاوقات يضيف محدثنا غالبا ما تموت ثمارها قبل جنيها.و يقول وليد ان الفلاحين يعانون ايضا من ارتفاع ثمن العلف الذي يصل الطن الواحد منه الى 400د بينما هو مسعر ب240د وعبر عن امله في ان تتواصل اشغال البئر الثانية بالعضلة الحمراء والتي توقفت لأسباب مجهولة.
محسن صموت عاطل عن العمل اشار الى ان الخطر الحاضر باستمرار في الجهة هو الشاحنات الاجنبية وكذلك مهربو المحروقات اضافة الى افتقار الطريق الى الانارة والعلامات المرورية ومخفضات السرعة.
فيما ذهب محمد صموت الى ان المنطقة تعاني أيضا من التهميش في المجال التربوي فمنذ 15 سنة لم نسمع عن تلميذ متميز بالمنطقة فأغلب التلاميذ ينقطعون قبل الوصول الى الباكالوريا وفي المجال الصحي تحدث محسن عن مستوصف الجهة الذي يعاني عديد النقائص المتعلقة بالادوية والتجهيزات والاطار الطبي فالطبيب يزور المنطقة في يوم واحد في الاسبوع مما يعقد حالة المرضى المسنين والمصابين بالامراض المزمنة والعاجزين اصلا عن التنقل الى مراكز صحية اخرى. أما مباركة نصيب (أكثر من ستين سنة) فقد تحدثت عن مغادرة الفتيات مقاعد الدراسة في سن مبكرة بسبب مشاكل النقل مضيفة ان التلامذة الصغار يقطعون عديد الكيلومترات قبل الظفر بسيارة النقل الريفي للوصول الى قفصة منتقدة خدمات شركة النقل القوافل بالجهة.
و انتهت محدثتنا الى الاشارة الى ان المنطقة لها مشاكل عديدة جعلت الاهالي يفوتون في اراضيهم الفلاحية وينزحون باتجاه المدينة املا في ظروف حياة افضل وهو ما يتطلب تدخلا من اجل تشجيع الناس على الاستقرار والعمل بمثل هذه المنطقة الريفية.