اتفق المبعوث الدولي للسلام في سوريا مع الرئيس بشار الأسد على خطة جديدة للتعامل مع المجموعات المسلحة وللخروج بالبلاد من الأزمة الحالية فيما عقدت موسكو لقاء مع فصيل سياسي سوري معارض رشح العميد الهارب مناف طلاس لخلافة الأسد. وأكد الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد في دمشق أمس الاثنين، انه اتفق مع الاسد على طرح لوقف العنف في البلاد سيناقشه مع «المعارضة المسلحة».
بناءة وصريحة
ووصف عنان محادثاته مع الاسد بأنها «بناءة وصريحة» قائلا للصحافيين «اجريت للتو محادثات بناءة وصريحة جدا مع الرئيس الاسد».وأضاف «ناقشنا الحاجة الى وقف العنف والطرق والوسائل المؤدية الى ذلك واتفقنا على طرح هو في الحقيقة منحى جديد سأقدمه وأتشاور به مع المعارضة المسلحة».
وقال عنان انه شدد «على اهمية المضي قدما في الحوار السياسي الذي يوافق عليه الاسد».واشار إلى انه ناقش ايضا مع الرئيس السوري خطة النقاط الست، مشيرا الى «ضرورة المضي قدما في تطبيقها بطريقة افضل مما هو عليه الوضع حتى الآن».وتابع «سأغادر سوريا وسأتابع الحوار كما قلت سابقا في مسعى الى إنهاء العنف وسأتباحث مع المجموعات المسلحة وسأناقش الموضوع مع بعثة الدول والكيانات ذات النفوذ لمساعدتنا في هذا».
وقال «اشجع الحكومة والاطراف الاخرى المؤثرة على مساعدتنا في هذا الموضوع».وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي قد اعلن عبر حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي على الانترنت ان «اجتماعا بناء وجيدا» حصل بين الاسد وعنان.
وذكر مقدسي أن عنان التقى ايضا وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال «في الاجتماعين، اكدنا لعنان التزام سوريا بتطبيق خطة النقاط الست، وعبرنا عن أملنا في أن يكون الطرف الآخر ملتزما ايضا».
ومن جهته, قال احمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان إن الأخير الذي أجرى محادثات في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد سافر إلى طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين.
انتقاد
وفي سياق متصل بالمعارضة السورية في الخارج, انتقد المجلس الوطني المعارض امس الاثنين زيارة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان إلى دمشق، معتبرا أن إقرار عنان أخيرا بفشل مهمته في سوريا يستدعي تحركا دوليا عاجلا «تحت الفصل السابع» من ميثاق الاممالمتحدة.
وقال المجلس في بيان صدر فجر أمس الاثنين إن عنان اختار رغم استمرار القتل في سوريا «الاجتماع مع رموز النظام السوري بينما قوبل غيابه عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس باستغراب ودهشة الدول المشاركة». حسب زعمه.
ووصل عنان إلى دمشق مساء أول أمس في زيارة هي الثالثة لسوريا في إطار مهمته كموفد للامم المتحدة والجامعة العربية. وأكدت أطياف من المعارضة السورية أنها لن تشارك في أي حكومة في ظل بقاء بشار الأسد في السلطة، بينما شددت «مجموعة أصدقاء الشعب السوري» التي التأمت الجمعة الفارط في باريس على ضرورة «رحيل» الرئيس الأسد، مطالبة مجلس الأمن بإصدار قرار ملزم «تحت الفصل السابع» من ميثاق الأممالمتحدة لحل الأزمة السورية.
وفي الإطار ذاته, رشح ممثلو المعارضة السورية في روسيا العميد مناف طلاس، الذي انشق مؤخرا عن النظام السوري، لخلافة الرئيس بشار الأسد.وذكرت وكالة أنباء (إنترفاكس) الروسية أن المعارضة أصرت في اجتماعها أمس الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ضرورة تنحي الأسد أولا قبل الدخول في أي حوار سياسي.
الخطوط العريضة لخطة عنان 2 كشفت مصادر سورية مطلعة مضمون الطرح الذي قدمه المبعوث الدولي الى سوريا كوفي عنان وحظي بموافقة الرئيس السوري بشار الاسد، وينص الطرح على قيام حوار بين جميع السوريين بمن فيهم المجموعات المسلحة شرط تسليمها سلاحها للدولة وقبولها بالحل السياسي.
وبموجب الطرح تتولى الاممالمتحدة شؤون المسلحين لجهة تسليم سلاحهم للدولة وقطع الامدادات والتمويل عنهم مقابل ضمان عدم ملاحقتهم ومقاضاتهم من قبل الدولة.