قال وسيط السلام الدولي كوفي عنان إن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح عليه إنهاء للأزمة السورية «خطوة بخطوة» فيما دعت موسكو مجموعة الاتصال حول سوريا للاجتماع ثانية لبحث سبل الحل السياسي دافعة في الوقت ذاته بعدد من سفنها الحربية القتالية إلى ميناء طرطوس. وأكد عنان في مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الإيرانيةطهران أن الرئيس السوري بشار الأسد اقترح انهاء الصراع في سوريا «خطوة بخطوة» بدءا من المناطق التي تشهد أسوأ أعمال عنف.
منهج تدريجي
وأضاف وفقا لنسخة من حديثه في المؤتمر الصحفي وزعتها الأممالمتحدة «اقترح (الأسد) وضع منهج تدريجي يبدأ من بعض المناطق التي شهدت أسوأ أعمال عنف في محاولة لاحتوائه فيها والبناء خطوة بخطوة على ذلك لانهاء العنف في كافة البلاد». ورفض ذكر تفاصيل قائلا إن الخطة بحاجة إلى مناقشتها مع المعارضة السورية.
وأكد عنان وجهة نظره بأن إيران يمكن أن تلعب دورا إيجابيا في التوصل لحل سياسي في سوريا. وأوضح أن «اجتماع جينيف» شدد على ضرورة أنه لن تكون هناك المزيد من العسكرة للصراع وهو ما يعني فعليا أننا يجب أن نسعى لحل سياسي وليس الاستمرار في تسليح الناس في الصراع».
وأضاف «أنا متأكد أن الأمر سيكون كذلك وأنه يجب وضع خطط جدية للغاية لجمع الأسلحة التي وصلت إلى الايادي الخاطئة وضمان أن الحكومة التي قد تتشكل أو الحكومة الحالية ستسيطر على استخدام الأسلحة النارية أي سلطة واحدة وسلاح واحد».
وعلى الرغم من تكتم عنان عن تفاصيل الخطة إلا أن مصادر إعلامية وسياسية سورية ولبنانية مطلعة أوردت أن أهم بنودها تكن في تأمين انسحاب متبادل بين قوى الجيش والمسلحين من المدن والقرى قبل إلقاء المجموعات المسلحة للسلاح والانخراط في عملية سياسية شاملة تنطلق من الحوار الوطني ولا تنتهي عند المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
اجتماع جديد
في هذه الأثناء , قال نائب وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، إن بلاده تدعو إلى إجراء اجتماع جديد ل «مجموعة العمل» الخاصة بسوريا وزيادة تمثيلها. وفي تصريحات أدلى بها لوكالة «انترفاكس» أمس قال بوغدانوف: «من جانبنا، نحن نرحب بعقد اجتماع دوري ل «مجموعة العمل» في موسكو، من دون أن نقف بالضد من جينيف، وإذا اعتقد المبعوث الخاص واعضاء اللجنة بأن ذلك سيكون اكثر ملائمة، ففي هذه الحالة نرى أهمية وضرورة عقد هذا الاجتماع».
وحسب قوله فإن «موسكو تأسف، لأنه بسبب موقف عدد من شركائنا، لم تشارك ايران والمملكة العربية السعودية في اجتماع جينيف، على الرغم من دورهما المؤثر. ونحن على ثقة من أنه كان بامكان عدد من الدول المجاورة لسوريا، مثل الأردن ولبنان أن تساهم بفعالية في أعمال الاجتماع. قطع روسية في طرطوس وبالتوازي مع السياق السياسي الديبلوماسي كشفت مصادر روسية أن 6 سفن عسكرية روسية أبحرت صباح أمس باتجاه البحر الأبيض المتوسط، حيث ستزور ميناء طرطوس السوري.
وقال مصدر عسكري إن مجموعة سفن تابعة لأسطول الشمال تتجه إلى البحر الأبيض المتوسط وعلى متنها وحدات من قوات الإنزال البحري. وأضاف أن برنامج الرحلة يتضمن زيارة السفن الروسية لميناء طرطوس السوري الذي يقع فيه مركز التأمين المادي التقني لسلاح البحرية الروسي، حيث سيجري تزويد السفن بالوقود والمياه وبالمؤونة.
وشدد المصدر على أن رحلة السفن الخمس تأتي في إطار خطط التدريب القتالي للأسطول البحري الروسي، وهي غير مرتبطة بالأحداث الجارية في سوريا.