تعيش منظمة التربية والأسرة هذه الايام على وقع تجاذبات كبيرة بين اطرافها الرئيسية مما يجعلها اليوم مهددة بالاندثار ويبدو أن أعراض سحب الثقة من رئيس المنظمة بدأت تلوح بعد قائمة الامضاءات التي ضمّت 52 عضوا. وقد عقدت المنظمة الجهوية للتربية والأسرة مؤخرا اجتماعا طارئا برؤساء المكاتب المحلية حضره عضوان من المكتب التنفيذي هما الدكتور توفيق مهني والأستاذ دغباجي القمري. وأوضح خلاله السيد فرج خفشة متفقد اقليم الوسط ان المنظمة في حالة انهيار تام وان بعض الاطراف تسعى جاهدة الى القضاء عليها بصفة كلية وإيجاد بديل يقوم بنفس الدور الذي كانت تلعبه في السابق وخاصة في محيط الاسرة والتعليم وانطلق السيد خفشة في البداية بالحديث عن جملة الاتهامات التي طالته بعد قيام ثورة 14 جانفي وقال انها كيدية بالأساس والهدف منها تشويه سمعته وانه التجأ في النهاية الى القضاء حتى ينصفه مؤكدا ان بحوزته 23 ملفا سيورط بها بعض الاطراف التي اختلست اموال المنظمة والتي تقوم بمهاجمته عبر مختلف وسائل الاعلام.
اتهامات وسحب ثقة
السيد فرج خفشة اضاف ايضا بأن المكتب الجهوي بالمنستير الذي يعد الممول الرئيسي للمنظمة سلم المكتب الوطني مبلغ 5600 مليون خلال السنوات الاخيرة وهي عناوين دروس التدارك وكراء المبيتات الجامعية والفضاءات التابعة للمنظمة في الجهات وكشف بان بعض الاطراف في المكتب الوطني تريد الحصول على منحة رغم ان العمل تطوعي ودعا جميع الحاضرين الى اعداد بيان لسحب الثقة من رئيس المنظمة وهو ما تم الاتفاق عليه بالإجماع.
مشاريع معطلة
ومن جهتهما اكد عضوا المكتب التنفيذي لمنظمة التربية والأسرة ان ما يحصل داخل المنظمة لا يشرف ابدا كما تحدثا عن انعدام التواصل بين اعضاء المكتب الوطني وعن المواقف الاحادية وعن الفساد المالي وعن عدة مواضيع اخرى تؤكد ان ما يحصل داخل هذه المنظمة يحيل بالفعل الى التدقيق والتمحيص على مستويي العمل الاداري والمالي والى ضرورة فتح بعض الملفات بكل شجاعة لمحاسبة المذنبين فيها داعيان في نفس الوقت الى التمسك بمكاسب المنظمة على غرار المدرسة التونسية بالدوحة والمبيتات الجامعية التي استحوذت وزارة التعليم العالي على خمسة منها في ظل صمت المسؤولين كما دعيا الى ضرورة عقد مؤتمر استثنائي في اقرب الاجال لإنقاذ ما يمكن انقاذه وإرسال بيان سحب الثقة الى الوزارات المعنية حتى تكون على علم بما يحصل داخل المنظمة التي تعيش حالة احتضار.
اقالة خفشة
وعلى صعيد اخر وبمجرد علمه ببيان سحب الثقة الذي امضاه ممثلو المكاتب الجهوية والمحلية لمنظمة التربية والأسرة بالمنستير علمت «الشروق» ان السيد محمود مفتاح تحرك بدوره وأصدر قرارا بإنهاء مهام متفقد اقليم الوسط وتحول الى مدينة المنستير لإتمام الخطوات اللازمة لإخماد الاصوات المنادية بسحب الثقة منه لكنه وجد صدا كبيرا من ابناء الجهة الذين رفضوا قراره مما استوجب الاستنجاد بعدل منفذ. ومن المنتظر ان تعيش المنظمة خلال الايام المقبلة تطورات مثيرة في ظل تمسك كل طرف بآرائه ولعل تبادل الاتهامات بين هذا الطرف وذاك يؤكد ان شيئا ما غير عادي يحصل في الكواليس وان الوزارات المعنية مطالبة بالتدخل والنظر في الاتهامات المطروحة وإعطاء لكل ذي حق حقه بما يعيد للمنظمة هيبتها التي فقدتها بعد الثورة.