في ذات الظرف الذي بدأت فيه المعارضة السورية في الخارج تدعو إلى إعفاء كوفي عنان من مهمة الوساطة في الأزمة السورية أبدت موسكو تأييدها لحل سياسي وسط في سوريا مؤكدة أن لها «خطوطا حمراء» لا يمكن تجاوزها. أعلن الكسندر بانكين النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة أن موسكو مستعدة للقبول بحلول وسط بشأن نص القرار الدولي حول تمديد مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، الذي يسعى أعضاء مجلس الأمن الدولي لإصداره.
خط أحمر
وشدد الدبلوماسي على أن فرض العقوبات الدولية على دمشق يعتبر «خطا أحمر» بالنسبة لروسيا. وأوضح بانكين : من المستحيل مواصلة عملية التسوية وعمل بعثة المراقبة في سوريا في ظل عقوبات مفروضة على أحد الأطراف المتنازعة في سوريا فقط. وقال بانكين أن دعوات بعض ممثلي المعارضة السورية الى إبعاد الوسيط الدولي كوفي عنان عن عملية التسوية في سوريا، غير لائقة، مشيرا الى أن المعارضة نفسها متورطة في عمليات عنف. وأعاد بانكين الى الأذهان أن المعارضة السورية خلال اجتماعها الأخير في القاهرة حددت هدفها المشترك بأنه «اسقاط النظام باستخدام القوة».
وتابع أنه لهذا السبب لا تروق لها جهود عنان الهادفة الى إحلال السلام. وذكر الدبلوماسي الروسي أن عنان «يزعج» كثيرين لأن خطته تهدف الى تسوية سياسية-دبلوماسية، بدون اتخاذ إجراءات قسرية او انتقامية مشيرا إلى أنه يسعى لتحقيق هذا الهدف، لكن هناك من يضع عراقيل أمامه، ليتهمه بعد ذلك بأن عدد الضحايا يرتفع على الرغم من جهوده لتسوية الأزمة.
وأشار بانكين الى أن المراقبين الدوليين أيضا يواجهون عقبات خلال عملهم في سوريا ونقل الدبلوماسي عن بعض الأشخاص الذين تحدثوا مع رئيس البعثة الجنرال روبرت مود، أن المراقبين يتلقون تهديدات مباشرة من عرب غير سوريين لإرغامهم على مغادرة البلاد. تفادي الحرب الأهلية
بدوره , أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أنه ما زال هناك وقت للتوصل الى حل سياسي لتفادي حرب أهلية في سوريا، داعيا روسيا إلى التوقف عما سماه عرقلة جهود الاتفاق على قرار في مجلس الأمن الدولي.
وقال هولاند خلال مقابلة بمناسبة العيد الوطني لفرنسا أمس إنه أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين «بأن أسوأ شيء يمكن أن يحدث هو حرب أهلية في سوريا»، بحسب وكالة «رويترز».
وأضاف أنه حضّ نظيره الروسي على العمل معا للتوصل إلى «حل سياسي لتفاديها» طالما «ما زال هناك وقت». من جهته , قال رامين مهمانبرست المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران مستعدة للاضطلاع بدور مناسب في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا لتفادي انتشار الأزمة في المنطقة.
وانتقد مهمانبرست في تصريحات صحفية نشرت أمس الدور الذي تلعبه البلدان التي تقوم بتسليح المعارضة وإثارة النزاع ودفع سوريا إلى حرب أهلية، وفق تعبيره. وأضاف أنه كان من الأفضل استخدام هذه البلدان لنفوذها من أجل توفير شروط الحوار بين الحكومة والمعارضة في سوريا. وجدد الدبلوماسي الإيراني دعم بلاده لخطة المبعوث الأممي والعربي المشترك كوفي عنان.