حي البورجي بالقيروان، حي شعبي ليس مثل بقية الأحياء، يتبع المنطقة البلدية ولكنه بعيد كل البعد عن الاهتمام البلدي.. سكان هذا الحي يعانون الويلات بسبب أوبئة الوادي والحشرات وبسبب البنية المهترئة.. فمتى ينزاح هذا الكابوس؟ يضطر الشابان رياض الشريقي وصديقه فخري الشامخي القاطنان بحي البورجي بالقيروان من ضمن نحو 20 الف ساكن، الى التحول نحو وسط مدينة القيروان من اجل شرب قهوة الصباح والمساء. وذلك لان الحياة وسط الحي لا تطاق على المستوى البيئي والاجتماعي واكد الشابان ان قضاء ليلة في حي البورجي يكلف السكان لسعات حارقة للناموس.
ويقول رياض ان حي البورجي يعاني من التهميش وتغيب عنه المرافق الأساسية. وبين انه بصفته عضوا بجمعية «قيروان الأنوار» التي تهتم بالأحياء الشعبية، فانه يسعى الى تركيز مركز ثقافي من اجل تنشيط الشبان في ظل غياب مرافق شبابية. فلا نوادي شبابية أو نوادي طفولة وهو ما يدفع الشبان الى الانحراف والى التشرد في ظل غياب البنية التحتية الملائمة وتكريس تهميش حي البورجي.
حديث رياض هو عينة من معاناة أبناء الحي. ويؤكد صديقه فخري ان حي البورجي السكني لا يشبه الأحياء الشعبية في تونس. فهو شبيه بمخيم لاجئين يحاصره واد تتجمع فيه الفضلات ومواد البناء القادمة من أحياء سكنية أخرى. وتحدث فخري عن وجود مشروع تهيئة منذ 2007 بقيمة 7 ملايين دينار خصصت لتهيئة حي البورجي من حيث تهيئة الشوارع وتوفير فضاءات شبابية وحي حرفي وتوفير الإنارة والعناية بالبيئة. ولكن المشروع توقف. بل وتعطل بعد الثورة بسبب حالة الاضطراب داخل البلدية وهي مهددة بفقدان الاعتمادات المخصصة للمشروع.
أما سكان حي البورجي فلا يزالون مهددين من جميع النواحي البيئية والامنية والصحية والاجتماعية، الفقر المدقع هنا. والحالات الاجتماعية المزرية هنا. والتلوث البيئي هنا قادم من مستنقع الوادي الذي تساءل السكان عن سر تواصل وجوده وسط المنطقة البلدية.
وأكد فخري ان سكان هذا الحي يعانون الأمرين من جراء انعدام ابسط المرافق، طرقات غير معبدة، فضلات في كل مكان، حشرات أصبحت تهدد حياة السكان، وقال ان الكثير من الأشخاص تعرضوا إلى لدغات بعض الحشرات وقد نقلوا إلى المستشفى. «أضف إلى ذلك الحالة المزرية للوادي، فقد أصبح ملاذا للمتطفلين والانتهازين لرمي فضلات البناء فيه، ومصبا للفضلات المنزلية دون حسيب او رقيب وسط عجز السكان وحيرتهم. إضافة إلى حالة الطريق المزرية التي تسببت في حوادث خطيرة امام انعدام الإنارة أصبحت الدراجات النارية منها والهوائية الأكثر استهدافا في الليل نظرا لانعدام الرؤية.
وتساءل فخري ورياض متى سيرى مشروع تحسين البنية التحتية في البورجي النور مع العلم أنه انطلق منذ 2007 والى متى يواصل سكان هذا الحي العيش وسط القاذورات السامة ومتى يتم تحسين ظروف السكان الاجتماعية وتوفير المرافق الشبابية. ومتى يتم تفعيل دور الحي الحرفي الذي أصبح خرابا بسبب سوء التخطيط. ومتى تتحسن نتائج المدرسة الابتدائية والإعدادية التي تعاني من التهميش بدورها. والاهم متى يشعر سكان هذا الاحي انهم مواطنون تونسيون وينتمون الى منطقة بلدية وليسوا في مخيم للاجئين؟