شمل الأستاذ المهدي مبروك وزير الثقافة بعطفه الفنان الشعبي الهادي حبّوبة فمكّنه من إقامة حفل ساهر على ركح مهرجان قرطاج، وزاد فشرّفه بالحضور بنفسه. لم نستغرب في الحقيقة من مثل هذا الكرم الوزاري لكننا تفاجأنا بكل هذا القدر من التقدير والاعتبار الذي أبداه سيادة وزير الثقافة لفن المزود. تفاجأنا أولا لاعتقادنا وهو اعتقاد يتقاسمه الجميع أن فن المزود لا يحتاج الى أي دعم فهو منتشر في كل ركن من أركان شوارعنا صاخب ضارب على طبول آذاننا بلا استئذان متفشّ في كل لحظة من لحظات نهارنا وليلنا سار في جميع شرايين حياتنا الاجتماعية.
ذلك أن فن المزود اذا قبلنا جدلا أنه فن يجسد الموسيقى في مستواها الاسفل لا علم فيه ولا عمل، لا ذوق فيه ولا معنى. هي الدرجة الصفر للموسيقى. لذلك تفاجأنا ثانيا لما سمعنا وزير الثقافة يحضر بنفسه «الربوخ» بعد أن موّله من مال المجموعة الوطنية. تفاجأنا واستأنا لما رأينا في تصرف سيادة الوزير من رسائل سلبية تثبط عزائم المئات من الشباب الجديين الجادين في دراسة الموسيقى الرفيعة العاملين على السمو بالذائقة العامة.
هناك من الفنانين من هو أجدر بالدعم من الهادي حبّوبة وهناك من الفنون ما يستحق الدعم قبل «ربوخ» المزاودية. وإذا نسي اليوم القائمون على ثقافتنا عناوين بقيمة وحجم الرشيدية او الاركستر السنفوني او فرقة مدينة تونس للموسيقى او فرقة الانشاد بصفاقس فإننا نحن لم ننس وسنبقى نقاطع المزود والمزاودية حتى وإن فاز بالعناية الوزارية.