تتتالى المواعيد الانتخابية لمختلف الأحزاب السياسية وتتنامى ظاهرة التحالفات والاندماج لكن تبقى الأسماء هي نفسها في القيادة . فهل هو تشبث بالنفوذ والسلطة أم غياب للقيادات الشابة القادرة على تسلم المشعل؟ الساحة السياسية والحزبية في تونس ما بعد الثورة تسيطر عليها بعض الأسماء والشخصيات التي تحمل شرعية تاريخية بحكم مناهضتها لسياسية بن علي طيلة عقود ذاقت خلالها عذاب السجون والقمع والمراقبة الأمنية ودفعت ضريبة الدفاع عن الديمقراطية والحرية والتداول السلمي على السلطة .
الأسماء قليلة وتعد على الأصابع نظرا لحالة التضييق التي عانت منها البلاد طيلة عقود لم تفرز سوى سياسيين من جهة واحدة وحزب واحد لم تكن الكفاءة والقدرة هي المقياس الحقيقي لتواجدهم وهو ما يفسر الى حد ما غياب قيادات جديدة لمختلف الأحزاب تحمل من التجربة والخبرة ما يمكنها من النجاح في ظل تجربة الانتقال الديمقراطي الصعبة.
وفي المقابل يلاحظ المتابعون للشأن السياسي في تونس غياب التداول على تحمل المسؤوليات الحزبية القيادية في أغلب الأحزاب المعروفة فعلى سبيل المثال حافظ السيد أحمد نجيب الشابي على مكانته في صلب الحزب الجديد الحزب الجمهوري كمهندس لتوجهاته وخياراته السياسية بصفته رئيس الهيئة السياسية وكذلك الشأن بالنسبة للسيد أحمد إبراهيم الذي انتقل من رئاسة حركة التجديد إلى رئاسة حركة المسار الديمقراطي الاجتماعي الذي تضم حركة التجديد وحزب العمل التونسي ومستقلي القطب .
أما السيد حمة الهمامي فظل محافظا على تواجده في كل المحطات كأمين عام وناطق رسمي باسم حزب العمال (الشيوعي سابقا ) كما اضطر السيد الباجي قايد السبسي كما راج عنه إلى تحمل رئاسة الحزب الجديد حركة نداء تونس استجابة لنداء مؤسسيه ومناصريه وأخيرا وليس آخرا تمت إعادة انتخاب الشيخ راشد الغنوشي رئيسا لحركة النهضة لمدة سنتين اضافيتين الى حين موعد المؤتمر الاستثنائي ويبرر هذا التواصل بمقتضيات المرحلة الانتقالية التي تتطلب تواصلا لعمل الحركة في علاقتها بالترويكا الحاكمة واستعدادها للمراحل الانتخابية االقريبة التي قد تؤثر فيها سلبا عملية التجديد وما تتطلبه من وقت .
ومع كل التبريرات التي يبرع ممثلو الاحزاب في صياغتها فالأكيد أن مختلف هذه الأحزاب والحركات تضم في صفوفها طاقات شابة وأسماء ذات تكوين أكاديمي مشهود به وهي قادرة على تحمل أعباء القيادة وضخ دماء وأفكار جديدة قد تقطع مع المعتاد وتخلق تنافسا سياسيا جديدا لو أعطيت الفرصة والوقت الكافيين . لكن ماذا يقول الخبراء والمحللون في هذا الموضوع ؟.