احمد بن دبابيس شيخ جاوز الثانية والسبعين من عمره عاد الى بلدته بعقارب للاستقرار بها وبناء مسكن يؤويه وزوجته ويوفر لهما الراحة من هموم الدنيا وهو ما استعصى عليهما مع ما يتعرضان اليه يوميا من مضايقات وتهديدات وصلت حد التهديد بالقتل. يعود الشيخ بذاكرته الى عقود خلت غادر فيها بلدته عقارب واقام بسيدي منصور بصفاقس لسنوات عمل فيها في قطاعات متعددة وتمكن من جمع بعض المال لتحقيق حلمه في منزل يحميه ويؤويه ولكن فرحته سرعان ما تم تنغيصها من شباب المنطقة بعد ان حولوا الشارع المقابل لمنزله ملعبا لكرة القدم فحطموا شباك منزله في اكثر من مناسبة وهشموا تلفازه ولم تجد كلماته ولا توسلاته طريقها اليهم للكف عن صنيعهم بل باتوا اكثر تحرشا به فاستباحوا ارضه ونهبوا خيراتها ومنعوه النوم ليلا واعتدوا عليه بالحجارة والطوب بل وصل الامر باحدهم ان جاءه الى منزله وهدده بالقتل.
هذه الوضعية جعلت الشيخ يتقدم بشكاية الى مركز الحرس الوطني والى وكيل الجمهورية طلبا للحماية ولتتبع الجناة بعد ان تعدت اعتداءاتهم الى اعتداء على كل ضيف يزوره من ابنائه او اقاربه وكان اخرها تعرض زوج ابنته الى الضرب والى تهشيم بلور سيارته الامامي ولكن مختلف هذه الشكايات ظلت حبرا على ورق ولم تردع شباب الحي عن مهاجمته.
اسباب هذا العداء بدت للشيخ مجهولة وغامضة ولكنه يرجح ان تكون الارض التي اشتراها منذ سنتين واقام عليها منزله وراء كل هذه الاحداث ذلك ان الشبان كانوا يستعملونها منذ اكثر من عشرين سنة كملعب لكرة القدم وممرا بين المنازل وهو ما لم يعد ممكنا فتحول الشارع المقابل لبيته الى ميدان للعب وتعرضت نوافذه للتهشيم في اكثر من مناسبة وتحطمت تلفازه وباتت حياته وحياة زوجته العجوز نكدا لعجزهما عن الشعور بالراحة وتعذر رؤية ابنائهما خوفا عليهم من الاعتداءات.