كان عمران بنزرت مزدهرا في العهد الأغلبي والعبيدي والصنهاجي يؤكد ذلك تعدد الحمامات والأسواق بها، وتعدد الحصون والقلاع، وما كانت الارباطات تندرج في سلك الرباطات التي كانت أقيمت على طول الساحل التونسي، وكان بها زهاد وعلماء مرابطون كما يشير إلى ذلك البكري ويورد لنا هذا الرحالة معلومات طريفة عن كيفية صيد السمك في بحيرة بنزرت فيقول: «وعلى ساحل هذه القلاع بحيرة تنسب أيضا إلى بنزرت يدخل إليها ماء البحر الكبير فيوجد فيها في شهر ما من السنة صنف من الحوت لا يشبه غيره ولا يوجد هناك في غير ذلك الشهر وفي هذه البحيرة أعجوبة وهو أن الصياد فيه إذا أتاه التجار لشراء الحوت يقول لهم: على أيّ شيء أرسل شبكتي؟ فيتفق معهم على عدة معلومة فيأتي الصياد بحوت يقال إنه أنثى الصنف المعروف بالبوري فيرسلها بالبحيرة ثم يتبعها بشبكته فيخرج العدة التي اتفقوا عليها لا يكاد يخطئ (ج.2 ص222). يتبع