تضم ولاية بنزرت حسب اخر الاحصائيات 9 مناطق صناعية تمسح قرابة 227 هك بما فيها فضاء الأنشطة الاقتصادية بموقعيه بمنزل بورقيبة وبنزرت، وهي تظم أي الولاية قرابة 366 مؤسسة تشغل 10 أنفار فما فوق أي ما يوازي 50 الف عاملا بنسبة تأطير عالية لكن مع ذلك فإن حالة البطالة «منتشرة» في ربوع الولاية بريفها وحضرها لتعجز تلك المناطق الصناعية عن اداء دورها وما رافق ذلك من فقر وجهل و غيرها من الصور البائسة التي جعلت عروس الشمال بنزرت تشكل نقطة محيّرة في هذا الجانب. وضعية اجتماعية واقتصادية «مزرية» يعجز الواحد منا عن وصفها وهو يتجول في أكثر من جهة ومنطقة ببنزرت الجنوبية وجرزونة ومنزل جميل وماطر وغزالة وسجنان و أوتيك و رأس الجبل ومنزل بورقيبة وتينجة.. رغم الإمكانيات الطبيعية الملائمة والمميزات الاستراتيجية المعلومة..
واقع حال لا يختلف فيه اثنان سواء من ممثلي مجامع الصيانة او غيرهم من الهياكل الرسمية او حتى السلط الجهوية والمحلية، والذين أكدوا في اكثر من مناسبة ان المناطق الصناعية المتوفرة بالجهة تعيش التخلف وعاجزة عن القيام خاصة بواجبها المنتظر منها في مستوى استقطاب أكثر عدد ممكن من اليد العاملة وما يعني ذلك من تنشيط تنموي واجتماعي.. جميعهم «أكدوا» تقريبا الحالة الكارثية لاغلب للمناطق الصناعية ولا سيما على مستوى البنية الأساسية الى جانب الاقرار بعجزها عن مزيد التطور والتحسن ما دامت ترزح تحت وطاة مشاكل من نوع المضاربات العقارية و غياب الملفات الدقيقة الخاصة بأكثر المقاسم وتشعبها وتعدد المقاسم الشاغرة لاسباب غير معروفة.. وضعيات جعلت نسبة استغلال المناطق الصناعية هذه لا تتجاوز 46٪ وبالتالي بات من الضروري تحريك السواكن و فتح كل الملفات بجرأة و سرعة لأن الاستثمار لا ينتظر وأرقام البطالة في الجهة لاتنتظر وعليه وجب الجلوس إلى طاولة واحدة بين كل الاطراف لفض جميع الاشكاليات العالقة والتي هي إرث ثقيل «للتسييس» السابق الكاذب للقطاع الصناعي على غرار بقية القطاعات، مثل الزامية عدم التفويت في مقاسم جديدة غير مهياة واسترداد المقاسم الشاغرة التي لم يلتزم اصحابها بتعهداتهم هنا نرجوا ان يقع فتح تحقيق مفصل فيها لمعرفة من وكيف ولماذا تم التفويت فيها لهؤلاء بالدينار الرمزي اين هم الان وماذا فعلوا باموالها التي تحصلوا عليها من البنوك اثر رهنها هل انجزوا مشاريعهم ببنزرت أم في مناطق اخرى خارجها ام اقتنوا الفيلات والسيارات الفاخرة وأرسلوا ابناءهم الى الخارج للدراسة والاستمتاع، وخاصة تحديد دور مجامع الصيانة ومجالات تدخلها الالزامي والاختياري وايضا أدوار بقية الهياكل من ادارات جهوية ووزارة الصناعة والهيئات الناشطة من خبراء وغيرهم.. وعن مجامع الصيانة أردت التوقف عند تعاليق بعض رؤساء مجامع الصيانة بالجهة الذين لا ادري لماذا يصر اغلبهم على الحديث عن برامجهم و انشطتهم و ايضا صورة وواقع حال منطقتهم الصناعية لكن بصيغة الفرد وبأنانية المكان الضيق، بطريقة تؤكد غياب الاستراتيجية الجماعية لحل هذه المعضلة على مستوى الولاية أو حتى رسم خارطة طريق لتطوير أو تحسين قدرات هذه الآلية في الجهة ككل.. فالحديث عن المنطقة الصناعية بجرزونة رغم خصوصياتها لا ينبغي أن يكون بمعزل عن الحديث عن المنطقة الصناعية بمنزل جميل أو العكس بالعكس وكذلك الحديث عن بقية المناطق من تينجة الى ماطر ومنزل بورقيبة و غيرها.