كان جحا متزوّجا بامرأة اسمها رباب، وذات ليلة كان راكبا مع تلميذه حماد على حمار وعائدين الى داره، فرأيا لصوصا يلعبون بقفل الباب، فخشي إذا عارضهم ان يقع في هلكة، فلم ينبس ببنت شفة بل انسحب جانبا، وكانوا قد تألبوا على قفل الباب يحاولون كسره، فسأله حماد شيخه جحا قائلا: ماذا يصنع هؤلاء؟ فقال له جحا: يضربون على الرباب (كأنه يقصد الآلة الموسيقية المعروفة). فقال حماد: ولماذا لا يخرج صوت موسيقي الرباب؟ فقال جحا: غدا سيخرج صوتها.
سمع الأب: وابنه صوت تكسير الأطباق في المطبخ، فقال الابن: لابد أن أمي هي التي كسرت هذه الأطباق؟ فقال الأب: لماذا؟ فقال الابن: لأنها لو كانت أختي لسمعنا صراخ أمي.
نظر الطفل الى الضيف السمين جدا، فقال له الضيف: لمادا تنظر الى هكذا؟ قال الطفل في براءة: لأنه لا يوجد مكان آخر انظر فيه!
عرض رجل على جحا كتابا بالفارسية ليقرأه له، فتعلل برداءة الخط، ورد له الكتاب. فقال صاحب الكتاب محنقا: وعلام إذن تضع هذه العمامة على رأسك، كأنها الرحى؟ فخلع جحا العمامة، ووضعها جانبا، وقال له: دونك العمامة فأسألها، فإنها صاحبة العلم الذي تبغيه!
مرضت امرأة جحا، فكان كلما عاد من شغله يوميا يأتي اليها ويبكي فوق رأسها. فقالت له احدى جاراته: لا تبتئس فلا بأس عليها، ستتعافى قريبا. فقال: أيتها السيدة، إني رجل ذو شغل وأذهب صباحا الى القرية أو لشغل آخر، فما دمت الآن لا شغل لي فدعيني أبكي إذ لا يمكنني البكاء بعد ذلك وليس لها من يبكيها غيري.