تنويه: الرجاء من السادة قراء جريدة الشروق الذين يراسلون ركن (اسألوني) الاختصار عند صياغة الأسئلة حتى نتمكن من الاستجابة لأكثر عدد ممكن من أسئلتهم وشكرا. ٭ السؤال الأول؟ ما حكم قتل الفئران والخنافيس وكل حشرة من شأنها أن تلحق الضرر بالإنسان؟ الجواب: اعلمي أيتها السائلة الكريمة أنه يجوز قتل كل الحشرات والحيوانات التي تلحق الأذى بالإنسان كالفئران والصراصير والنمل وغيرها لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم: الغراب، والحدأة، والفأرة، والعقرب ، والكلب العقور) ويمكن للإنسان أن يستعمل المبيدات الحشرية المتوفرة في السوق بأنواع مختلفة لقتل هذه الحشرات. كما يجب تجنب حرقها لنهي النبي عن ذلك, فقد رأَى النبي صلى الله عليه وسلم قرية نمل قد حرقها بعض الصحابة بالنار فقال: (إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّار) أبو داود. ٭ السؤال الثاني هل حينما يشعر الإنسان بمحبة كبيرة تجاه الخالق هل يعني ذلك أنه رزق رضاه ؟ فضلا عن أن السائل لا يقوم بواجبه الديني بخشوع تام فهو حينما يذكر الله أو يتأمل الكون تدمع عيناه ويشعر بمحبة كبيرة لله عز وجلّ؟ الجواب: محبة الله تعالى تكون بإجلاله وتعظيمه و بطاعته وعبادته بإخلاص دون رياء والقيام بكل التكاليف الشرعية دون كلل أو كسل, كما أنه سبحانه وتعالى بيّن للإنسان الطريق الذي به تتمتن علاقته بربّه ويقوى إيمانه وتتركّز عقيدته حيث أمره بالتدبر في ملكوته والتأمل في مخلوقاته قال تعالى: {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (آل عمران190/191). ولذا فإن محبة الله لعبده ورضاه عنه لا تتحقق إلا بقدر محبة العبد لربه وطاعته له. ٭ السؤال الثالث: متى يبدأ الإحرام؟ هل يدخل الحاج في الإحرام بمجرد ارتداء لباس الإحرام؟ وما هي أنواع الإحرام؟ الجواب: بداية نقول إن الإحرام هو أحد أركان الحج الأربعة وهي (الإحرام السعي الوقوف بعرفة طواف الإفاضة) والإحرام هو نية الدخول في الحج أو العمرة بحيث يلتزم الحاج بالقيام بأعمال معينة وينتهي عن أعمال معينة طيلة إحرامه.ولا ينعقد الإحرام بمجرد ارتداء ملابس الإحرام فقط وإنما يبدأ الإحرام من بعد نية الدخول في النسك.والإحرام ثلاثة أنواع:1) الإفراد وهو نية الدخول بالحج فقط.2) القران وهو نية الدخول بالحج والعمرة معا 3). التمتع وهو نية الدخول بالعمرة فقط. ٭ السؤال الرابع سمعت من يقول إن من يرزق بأول مولود ويكون أنثى يكون له رزق كثير؟ هل توجد من الأحاديث النبوية ما يدلّ على ذلك؟ الجواب فعلا وردت بعض الأحاديث في هذا الصدد منها (من بركة المرأة على زوجها تيسير مهرها وأن تبكر بالإناث). وحديث : (من بركة المرأة تبكيرها بالإناث)؛ ألم تسمع قوله تعالى: {يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. فبدأ بالإناث}. ولكن كل هذه الأحاديث هي إمّا ضعيفة أو موضوعة كما بيّن علماء الحديث فلا يعتدّ بها في أفضلية التبكير بالأنثى في توسيع الأرزاق. ٭ السؤال الخامس أنا مواطن من المقيمين ببلجيكا يسكن بجواري رجل غير مسلم مرت به ظروف قاسية جدا مما دفعني إلى الوقوف إلى جانبه ومساعدته وتفريج كربته بإعطائه شيئا من المال دون أن استرجعه منه؟ هل يجوز تفريج كربة غير المسلم أم ذلك حرام؟ الجواب اعلم أيها السائل المحترم أن ما قمت به تجاه هذا الشخص يعد من أعمال البرّ التي أمر بها الدين حتى ولو كانت في غير المسلمين المسالمين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (في كل ذي كبد رطبة أجر). ونصوص القرآن والسنة مليئة بالترغيب في تفريج كربات الناس والإحسان إليهم وفي القرض الحسن لهم وبإمهال المعسر منهم والتجاوز عنهم. وإن كان أكثر هذه النصوص في المسلمين، لكن غير المسلم المسالم داخل في عموم ذلك؛ لأنه محترم الدم والعرض والمال. قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}(الممتحنة/8) وعلى ذلك؛ فمن فرج عن الكافر المسالم كربة كان له بذلك أجر إن شاء الله تعالى, ولعلّ عملك الطيب هذا نحو جارك قد يكون حافزا له في اعتناق الإسلام. كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري (لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).