لم يجد اسد بن الفرات من حل غير حصار سرقوسة التي كانت محصنة تحصينا منيعا ولم يجد الجيش العربي اي امكانية لاختراق الحصار وواجه الجيش الذي كان قوامه حوالي العشرة آلاف رجل صعوبات كبيرة في التموين إذ نقل اليونانيون كل المواد الغذائية والماشية داخل المناطق المحصنة وقد واجه الجيش مشاكل كبيرة في توفير الحد الأدنى من الطعام ويقال ان العرب ذبحوا خيولهم لإكلها لانها الإمكانية الوحيدة للبقاء على قيد الحياة . مشاكل التموين كان من الطبيعي ان تثير مشاكل في صفوف الجيش وقد قام احد قادة الجيش المعروف باسم ابن قديم بمحاولات إقناع اسد بن الفرات بالانسحاب حفاظا على أرواح المسلمين وحاول ابن قديم البحث عن أنصار لدعوته من بين الجيش وهوما اعتبره اسد بن الفرات فتنة وأمر بجلده وواصل الجيش الحصار البحري والبري لسرقوسة ووصلت تعزيزات من جزيرة كريت ولكن التعزيزات التي وصلت من الامبراطور ميخائيل الثاني ومن الدوج جوستيانو حاكم البندقية كانت اكبر من التعزيزات التي وصلت الجيش العربي ومع ذلك تواصل حصار سرقوسة عاما كاملا واقترح سكان سرقوسة هدنة رفضها اسد بن الفرات.
تواصل حصار العرب لسر قوسة دون يأس لكن انتشار مرض الطاعون الذي كان من ضحاياه قائد الجيش اسد بن الفرات كاد يدفع الجيش إلى التراجع والعودة إلى إفريقية لكن حكمة عدد من القادة أنقذت الموقف إذ اتفقوا على تعيين قائد من بينهم دون انتظار امر من البلاط الاغلبي في القيروان فتم اختيار محمد بن ابي الجواري ولكنهم اقتنعوا بعد يأس بالعودة إلى إفريقية دون الظفر بنشوة الفتح.
في طريق العودة حاصرت مراكب البيزنطيين وجيش البندقية مراكب العرب فعادوا إلى الجزيرة هربا ونجحوا في احتلال ميناو Mineo ثم تمكنوا من السيطرة على جرجنت Girgentiالى ان وصلوا إلى قصر قصريانة Castrogiovanniوهو اهم المعاقل البيزنطية ، تواصل حصار المعقل في الأثناء حاول العرب تدعيم حضورهم في المناطق التي فتحوها فضربوا العملة باسم زيادة الله الاغلبي ومحمد بن ابي الجواري الذي توفي في الحصار فاختار الجيش زهير بن الغوث بدلا له. يتبع