بعد محاولات متكررة لفتح صقلية أيقن العرب المسلمون أن إمكانياتهم العسكرية البحرية لا تؤهلهم لذلك فصرفوا النظر عن الموضوع إلى حين استنجد قائد الاسطول البيزنطي فيمي بالبلاط الأغلبي مقترحا مساعدة الأغالبة على فتح صقلية مقابل تعيينه واليا على الجزيرة مقابل دفع الجزية. وكان الخلاف قد نشب سنة 826 بين فيمي وقسطنطين الذي عينه الامبراطور ميخائيل الثاني قائدا على الجزيرة ويقال إن سبب الخلاف يعود إلى قصة حب لراهبة اسمها هومو نيزا تزوجها غصبا عنها فقرر الامبراطور عقابه بجذع انفه فثار عليه ونجح في اسر قسطنطين وإعدامه واعلن نفسه إمبراطور الجزيرة لكن أحد القادة خرج عن طاعته واعلن الولاء للإمبراطور ميخائيل الثاني فهرب فيمي إلى إفريقية ليستنجد بالإغالبة وعرض على زيادة الله الاغلبي السيادة على صقلية مقابل الولاء للدولة الأغلبية. وتذكر كتب التاريخ ان عرض فيمي اثار خلافا بين جناحين في البلاط الاغلبي إذ رأى بعض القضاة انه ليس من اللائق نقض الهدنة مع بيزنطة رأى آخرون ومنهم اسد بن الفرات انه لابد من التوجه لصقلية مادام فيها أسرى مسلمون وطالب اسد بن الفرات بإعلان الجهاد .
ورغم أن أسد بن الفرات لا يملك أية خبرة دينية فقد تم تعيينه واليا على الجيش كتقليد قديم بدأه عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ كان يختار قادة الجيش من بين الشخصيات الاعتبارية وضمت الحملة العسكرية فيما يقال زهاء 15 الف وبين 70 و100 مركب وضمت العرب والبربر ومسلمو الاندلس وتذهب بعض الروايات إلى مشاركة مسلمين من جزيرة كريت وحتى من الفرس وانضمت للجيش الاسلامي قوات فيمي القائد المنشق عن بيزنطة وانطلقت القوة العسكرية الضخمة من ميناء سوسة في ربيع الاول من سنة 212 هجريا جوان 827 ميلاديا وتوقفت القوة. في مآزر وجمع فيمي عددا اخر من الأنصار وكانت المواجهة الاولى مع الجيش الموالي لبيزنطة بقيادة بلاطة الذي انشق على فيمي وتمكنت قوات اسد بن الفرات من السيطرة بالكامل على مآزر وعين فيها من ينوبه ويتولى امر سكانها واتجه إلى سرقوسة المعروفة بتحصيناتها الدفاعية وفي الطريق اليها واجه البيزنطيين في. أكرا Acra وتسمى اليوم بلاتزولواكريد PalazzoloAcreidوفي هذه المدينة تفاوض اسد بن الفرات مع بعض الأعيان الذين اقترحوا عليه دفع الجزية وكان هذا الاقتراح مجرد حيلة لربح الوقت وتحصين المدينة حتى اذا أتموا تحصينها نكثوا العهد ورفضوا دفع الجزية .