كيف يقرأ السياسيون خطابات الرؤساء الثلاثة بمناسبة الاحتفال بعيد الجمهورية...؟ وما هي أهم الرسائل والإشارات التي تضمنتها الخطابات وما مدى قدرتها على خلق التوافق في المشهد السياسي في هذه المرحلة؟ وأجمع رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الحكومة حمادي الجبالي ورئيس الجمهورية المنصف المرزوقي على التزام السلطة القائمة اليوم بالدفاع عن الجمهورية والعمل على كتابة دستور يقطع مع الاستبداد ويضمن التوازن بين السلطات كما جدّدوا التزامهم باحترام الآجال المضبوطة لإنهاء كتابة الدستور وإجراء الانتخابات.
القول... والعمل
رئيس الهيئة السياسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي عبدالرزاق الهمامي اعتبر أنّ إعلان الجمهورية هو حدث مفصلي في تاريخ التونسيين وأن إعلان التمسّك بالنظام الجمهوري وبقيم الجمهورية مسألة أساسية في الحياة السياسية، مشيرا إلى أنّ تأكيد الرؤساء الثلاثة على هذا المعنى في خطاباتهم معطى إيجابي، فضلا عن معطى آخر إيجابي وهو احترام المواعيد التي قامت عليها خارطة الطريق لاستكمال المرحلة الانتقالية.
وأضاف الهمامي «نتمنى أن الإعلان عن الوفاء بهذه المواعيد أن يُقرن فيه القول بالعمل أي أن يترافق إعلان النية مع المساعي الجديّة إلى تنفيذ هذا الالتزام تنفيذا لا مكان فيه للأحادية والاستفراد بالرأي».
وتابع الهمامي قوله «هذه التزامات هامة، ولكن لا نريده أن يكون كلاما ولا نريده فعلا يُمارى بإرادة استفرادية، أي أن الحكومة يجب أن تتصرف في ظلّ ضرورة التوافق الوطني بين كل الفاعلين السياسيين من حكومة ومعارضة من أجل الوفاء بهذه الاستحقاقات في ظل وفاق وطني تحتاجه المرحلة».
التزامات منقوصة
أمّا عضو المكتب التنفيذي للحزب الجمهوري عصام الشابي فاعتبر أن الخطابات الثلاثة لم تخرج عن الإحياء الروتيني لذكرى الجمهورية ولم تأت بالجديد ولم تقطع مع الضبابية والتردّد رغم إعلان رئيس الحكومة حمادي الجبالي الالتزام بموعد 20 مارس لإجراء الانتخابات».
وقال الشابي «كنّا نتمنى ان يكون هناك التزام وقانون يُلزم جميع الاطراف بهذا الموعد وكنا ننتظر أيضا تحديد موعد لتشكيل هيئة عليا مستقلة للانتخابات ولسن قانون انتخابي، او على الأقل تقديم العناوين الكبرى لهذا القانون» مشيرا إلى أنّ خطاب رئيس الحكومة كان فيه بعض الوعود بالإنجازات، في حين أنه لم يقف على الصعوبات التي حالت دون إنجاز وعوده السابقة ولم يبين أسبابها.
وأبدى الشابي استغرابه لمقترح رئيس الحكومة إحداث مجلس اقتصادي واجتماعي متسائلا «متى سيتم تأسيس هذا المجلس وما هي مكوناته؟» ومعتبرا أن الفكرة تنم عن أن الحكومة تعمل بعقلية أنها دائمة».
واعتبر الشابي أنه كان من الأولى لرئيس الحكومة أن يقترح إحداث مؤسسات استشارية وأن يتوجه إلى الأحزاب والمنظمات لإجراء حوار وطني، مضيفا «كان من المفروض أن يحدّد الجبالي موعدا لإطلاق حوار وطني حول أمهات القضايا ولكن بدا أن الترويكا تنظر إلى ذاتها وتبحث عن الوفاق داخلها وتسعى إلى تعزيز صورتها ولا تنظر إلى استحقاقات المرحلة».
ورأى الشابي أنّ الترويكا جاءت إلى المجلس التأسيسي للاحتفال بذكرى الجمهورية بطريقة تقليدية روتينية موروثة عن العهد السابق، في غياب تام لمؤسسات الدولة التي لم تحتفل فلم نر زينة في الشوارع ولم نر مبادرات وغير ذلك».