يعاني سكّان منطقة الحجاج بباجة الجنوبيّة من الانقطاع المتواصل لمياه الشرب هذا ما يدفعهم إلى قطع ما يزيد عن 20 كلم يوميّا للحصول على هذه الحاجة الحيويّة من القرى المجاورة. في الطريق إلى هذه المنطقة النائية يعترضنك نساء يحملن الدنان على ظهورهنّ ورجال يمتطون الحمير والبغال متجهين إلى أقرب مورد للماء، أمّا متوسّطوالحال فقد اختاروا اكتراء شاحنات تجلب لهم الماء من سيدي اسماعيل أولغوال أوغيرها من القرى المجاورة التي استأثرت بالماء لأسباب هيكليّة وأخرى تنظيميّة ذكر محفوظ شامخي رئيس دائرة الهندسة الريفيّة بباجة أنّ منطقة الحجاج المحرومة من الماء تقع في آخر الشبكة المائيّة بهنشير منصور لنغاع وهي تبعد عن مورد الماء 12 كلم فضلا على وقوعها في منطقة مرتفعة.ويعتبر الشامخي أنّ المشكلة ليست ظرفيّة وإنما هي هيكليّة فكلّما زاد استهلاك المياه خاصة في فصل الصيف تراجع المنسوب ممّا يتسبّب في انقطاع الماء بمنطقة الحجاج.أمّا محمد الشابي رئيس مصلحة بالمندوبية الجهويّة للفلاحة فقد أرجع هذه المعضلة إلى عدم التزام الجمعيّة المائية بالتوزيع المتوازن والعادل للماء بين القرى إذ تستأثر القرى القريبة من المورد بالمنسوب كلّه في حين تظلّ منطقة الحجاج محرومة.وقد أرجع أهالي منطقة الحجاج مسؤولية انقطاع الماء الصالح للشرب إلى السلطة التي لم تفرض نفوذها على بعض المواطنين من قرى مجاورة، فهؤلاء يتعمدون الاستئثار بالماء عبر التحكّم في « السّكّارات»، وقد أفلتت بذلك مقاليد الأمور عن جلول العامري رئيس الجمعيّة المائية الذي تقدّم بدوره بشكوى تحصّلت الشروق على نسخة منها تظلّم فيها من امتناع بعض الفلاحين عن خلاص فاتورة الماء.ومن المفارقات حسب ما أفادنا به أحد المواطنين أنّ الميسورين وأصحاب العدد الوافر من الأبقار هم الأكثر تمرّدا على الجمعية المائيّة ثلاثة مليارات لإعادة هيكلة الشبكة المائيّة وتعتزم المندوبية الجهوية للفلاحة إعادة هيكلة مشروع الماء الصالح للشرب بهنشير منصور لنغاع الذي تنتمي إليه منطقة الحجاج ويستتبع ذلك تطوير شبكة توزيع المياه بمستوتة وقد تمّ الإعلان عن طلب عروض في مناسبتين لكن إلى حدّ الآن لم تظفر المندوبية بالعرض المناسب من حيث المواصفات الفنيّة اللازمةوقد أفادنا رئيس دائرة الهندسة الريفيّة أنّ هذا المشروك تبلغ تكلفته ثلاثة مليارات ويتواصل إنجازه حوالي سنة ونصف.