وكان الباي يغادر المحمدية في فصل الصيف ليقيم في قصره «الشرفية» بحلق الوادي، ولا يبيت في تونس بالقصر بالقصبة المسمّى بدار الباي إلا بمناسبة ليلة المولد النبوي وليلة القدر. ويبقى في باردو بمناسبة العيدين وغادر أحمد باي قصر الصالحية بالمحمدية بعد إصابته بالفالج ليقيم بحمام الأنف للإستشفاء بالاستحمام.
وانشغل أخيرا الى حلق الوادي حيث توفي في 30 ماي 1855.
يقدم «قوندولف» تفاصيل دقيقة عن مدينة المحمدية في عهد أحمد باي، فقد كان يحيط بها سور ذو بابين: باب تونس والباب الغربي، وكانت زاخرة بالقصور: قصر أخ أحمد باي وقصر الأمين باي وقصر شاكير صاحب الطابع وقصر مصطفى خزندار وقصر محمد المرابط صهر الباي.
وكان قصر الصالحية وهو قصر أحمد باي ذا طابقين ويحتوي على قاعات فسيحة محلا، الجدران بالخزف، ويؤطر المدخل عرصتان ويتميز بأشكال هندسية جميلة.
وقد خطط القصر مهندسون جلبوا من فرنسا وبناه مقاولون كبار، ويقع هذا القصر خلف زاوية سيدي صالح قيدار، يؤدي إليه طريق معبّد محفوف بالأشجار وارفة الظلّ ويطلّ الانسان من القصر علي جبل الرصاص ومدينة قربص وسيدي بوسعيد ومقام سيدي بلحسن الشاذلي.