بمناسبة انطلاق الألعاب الأولمبية بلندن 2012 نشرع اليوم في استحضار أبرز محطات الأسطورة محمد القمودي الذي اقترن اسمه في أذهان كل التونسيين والعرب بصورة العلم التونسي وهو يرفرف أمام العالم بمناسبة حصوله على الميدالية البرونزية في أولمبياد مونيخ. «الشروق» تقدم بداية من اليوم حلقات خاصة عن البطل الأولمبي محمد الڤمودي انطلاقا من ولادته في قرية سيدي يعيش وصول الى منصة التتويج في مونيخ. بطل... منذ الصغر ولد محمد بن عبد ا& بن أحمد القمودي يوم 11 فيفري 1938 بالمريتبة بسيدي يعيش وهي قرية جبلية تبعد حوالي 25 كلم عن ولاية قفصة، هو واحد من عائلة تتكون من ثمانية أفراد، تعتمد حياتهم على الفلاحة.. وبحكم الظروف الاستعمارية قضى الڤمودي 3 سنوات دراسة في الكتّاب ثم انقطع واختار مساعدة والده في الميدان الفلاحي لمواجهة متطلبات العائلة. لم يكن يوما يحلم بأن يصبح بطلا في أي رياضة من الرياضات ولكن القدر كان يمهد له الطريق لتحقيق ما لم يخطط له الڤمودي مسبقا. لقد كان البطل يقطع مسافات طويلة منذ صغره بحثا عن الماء او لشراء الشاي والسكر بما ان القرية آنذاك لا تتوفر على أبسط مستلزمات الحياة ويتطلب شراء الضروريات التنقل عشرات الكيلومترات فكان محمد الڤمودي هو الوحيد من جملة اخوته الثمانية القادر على قطع هذه المسافات في أسرع الاوقات لذلك فضلت عائلته الاعتماد عليه لقضاء حاجاتها ولم تكن تدرك أن ابنها سيصبح فعلا بطلا أولمبيا في اختصاص «الركض» كما كان في الصغر. تلبية نداء الواجب بداية النجاح بعد حصول تونس على الاستقلال وتخلّصها من الهيمنة الاستعمارية أدخلت اصلاحات جذرية على المؤسسة العسكرية وفتح الباب لتجنيد الشباب من أجل الذود عن حرمة الوطن فلبّى محمد الڤمودي نداء الواجب سنة 1958 وتحوّل الى ثكنة سوسة قبل ان يتم تعيينه في القصرين لاتمام تدريباته هناك. بتصرف عن كتاب : ركضا من سيدي يعيش الى مونيخ للكاتب الحسين بلحاج نصر