حذرت طهران دول المنطقة من مغبة الانخراط في عمل عسكري ضد سوريا مؤكدة أن الحديث عن حكومة انتقالية مجرد «وهم» فيما حثت واشنطن المعارضة السورية على عدم حل الأجهزة الأمنية والعسكرية بعد سقوط الأسد, حسب زعمها.
أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس انه ما زال بامكان المعارضة الدخول في حوار جاد مع الحكومة السورية، فيما حذّر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي دول المنطقة من أن أي تحرّك خاطئ ضد سوريا سترتدّ عواقبه عليهم وستتجاوز سوريا والمنطقة،معتبراً أن الحديث عن حكومة انتقالية بسوريا وهمٌ.
الانتصار في معركة حلب
وقال المعلم في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الايراني علي اكبر صالحي إنه «بالرغم من الحصار الاقتصادي الذي يتعرّض له الشعب السوري، فإن الشعب كشف أبعاد هذه المؤامرة وأدواتها ووقوف إسرائيل وراءها في خندق واحد مع بعض الدول العربية في الخليج فلذا فهو يزداد صموداً والتفافاً حول النظام». وقال «نحن مصممون ليس فقط على مواجهة المؤامرة بل على الانتصار فيها»، مضيفاً «نحن نواجه كوناً بأكمله ضد سوريا».
وأشار إلى أن «معركة دمشق الكبرى التي خططوا لها فشلت كما ستفشل معركة حلب». وفي سياق حديثه عن العدوان المتوقع على بلاده قال إن سوريا تمتلك قدرات دفاعية كافية قادرة للدفاع عن أرضها. وأعرب عن استعداد سوريا للتوقيع على معاهدة لحظر الأسلحة الكيميائية إذا وقعت إسرائيل معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
وشدد المعلم على «أن الشعب السوري مصمم على الانتصار على هذه المؤامرة الكونية التي تحاك ضده»، مؤكدا «أن الجيش العربي السوري مستمر في مواجهة الارهابيين على الأرض».
وبدوره، قال صالحي في المؤتمر الصحافي «نأمل من مجموع دول المنطقة اتخاذ الحيطة والحذر والتدبّر في قراراتهم، فإذا تحركوا في الاتجاه الخاطئ (ضد سوريا) فإن عواقب ذلك سترتد عليهم».
وأضاف أن إسرائيل «تحرّك قوى عالمية ضد سوريا وقد اتخذ قرار بإسقاط نظامها»، محذراً من أن عواقب ما يحصل في سوريا سيتجاوز سوريا و المنطقة. وقال صالحي «المؤامرة الكبرى ضد سوريا تتسع وهم لا يعطون أي فرصة لتأخذ الإصلاحات مجراها»، مضيفاً أن أبعاد المؤامرة على سوريا بدأت تتكشف.
وهم
واعتبر أن النصر «سيكون حليف سوريا والأمور ستنجلي يوما بعد يوم»، مضيفا أن «الحديث عن حكومة انتقالية في سوريا وهم». وقال إن «من الوهم والسذاجة تخيل إحداث فراغ في الحكم في سوريا».
وكان المعلم وصل في وقت سابق من يوم أمس الى طهران على رأس وفد سياسي رفيع المستوى لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين حول آخر المستجدات التي تشهدها الساحة السورية، وكان صالحي في استقباله في مطار طهران. ويذكر ان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي شدد خلال لقائه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الإدارة المحلية السوري عمر غلاونجي أن الضغوط المفروضة على سوريا اليوم لو كانت مفروضة على الأنظمة الدكتاتورية الموالية لأمريكا لكانت قد سقطت خلال أسبوع واحد.
وفي سياق متصل بالمعارضة السورية , حثّت الإدارة الأمريكية المعارضة السورية على الامتناع عن تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية التابعة للنظام السوري بعد «رحيله» لتفادي وضع مماثل للوضع في العراق. حسب زعمها .
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس ان إدارة الرئيس باراك أوباما حذرت المعارضة السورية ودعتها إلى عدم تفكيك الأجهزة الأمنية والحكومية ، لأن المسؤولين الأمريكيين يريدون تفادي وضعاً مشابهاً للوضع في العراق الذي أعقب الغزو الأمريكي عام 2003.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين وفي جلسات إستراتيجية مفصلة خلال الأسابيع الماضية حثوا المتمردين والمعارضة السياسية السورية على رفض أعمال الانتقام ذات الطابع الطائفي في حال رحيل حكومة الأسد.
وأضاف المسؤولون إنهم يسعون إلى تعلم المعارضة السورية من خطإ الولاياتالمتحدة في العراق، حيث أدى حلّ الجيش وغيره من المؤسسات إلى زيادة الاضطرابات. وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن اسمه «لا يمكن حلّ ذلك النظام بشكل كامل لأنه ستكون هناك حاجة الى تلك المؤسسات في عملية انتقالية سياسية».