في سنة 913 قامت انتفاضة ضد الحكم الفاطمي كما انتفض البربر ضد الفاطميين واتفق زعماء العرب والبربر على اختيار ابن قرهب أميرا على صقلية. واستمر حكم ابن قرهب لفترة قصيرة كانت فيها الخطبة تتلى باسم الخليفة العباسي في بغداد المقتدر (908-932) وكان المقتدر قد بعث برسالة التعيين الى ابن قرهب وتحولت صقلية في عهده الى مركز للفقه المالكي إذ تهاطل عليها شيوخ المالكية من القيروان . وفي ستة 914 م هزمت قوة بحرية لابن قرهب أسطول الفاطميين قرب سواحل تونس وفي سنة 916 م ارسل حملة عسكرية على ايطاليا لكن مراكب الاسطول تحطمت قبل الوصول نتيجة عاصفة قوية ومع ذلك وافق الوالي البيزنطي في قلورية على دفع الجزية، ورغم ان كل المؤشرات كانت تؤكد ان حكم بن قرهب في طريقه نحو الاستقرار. ثار البربر في مدينة «جرجنت» ضده سرعان ما امتدت ثورتهم الى مناطق اخرى من الجزيرة واستعان البربر بالمهدي حاكم المهدية الذي ارسل لهم المدد ونجحوا في اسر ابن قرهب وحملوه الى البلاط الفاطمي لمحاكمته وأمر المهدي بإعدامه.
وعين المهدي أبا سعيد موسى الضيف وعين معه مجموعة من شيوخ كتامة التي تشكل العمود الفقري للجيش والتي كانت وراء تولي الفاطميين الحكم ونجح الوالي الجديد في بسط سيطرة الفاطميين على الجزيرة وخاصة على بلارمو وجرجنت وقمعوا الانتفاضة بقسوة شديدة وفي سنة 917 م دخل ابو سعيد بلارمو وحاصر زعماء الثورة وألقى القبض عليهم جميعا وأرسلهم الى المهدية واعلن العفو على من تورطوا في المشاركة في الانتفاضة وبهذا قضى ابو سعيد نهائيا على حركة التمرد ضد السلطة الفاطمية وانتهى استقلال صقلية عن إفريقية الذي سعى اليه ابن قرهب وتولى سالم بن راشد ولاية صقلية لمدة عشرين عاما من 917 الى 937 م وفي عهده توفي المهدي عبدالله سنة 934 م وخلفه ابنه ابو القاسم محمد القائم (943 946 م)
عرفت سياسة الفاطميين في صقلية بالتسامح ومكنت المسيحيين من امكانية التصرف الذاتي إذ لم يتم التعرض للمدن المسيحية وانشئ ديوانان للحرب والأمن والنظام والديوان الثاني مخصص للادارة والسلطة الداخلية كما كان هناك زعيم لبربر كتامة لتنظيم الحياة اليومية.