لم يبق تحت سيطرة العرب المسلمين سنة 829م في نهاية المرحلة الاولى من حملتهم على صقلية الا مينا ومازر المواجهتان للجزيرة إذ قام ثودط بهجوم مباغت على المسلمين ذهب ضحيته ألف من الجيش الإسلامي. وبعد وفاة الامبراطور ميخائيل الثاني تولى ثوي فيل مكانه وحكم من 829 إلى 842 م وعرف البيزنطيون نكسة كبيرة في عهده ، وفي سنة 830 وصلت التعزيزات إلى الجيش أرسلها زيادة الله كما وصلت تعزيزات من الاندلس على راسها أصبغ بن وكيل الهواري والتحمت القوتان بقيادة أصبغ ويقال إن عدد المراكب وصل إلى 300 أما الجند فتراوح عددهم بين 20 و30 ألفا وتقدم أصبغ لنجدة العرب المحاصرين منذ اكثر من عام في ميناو وقتل ثودط ولجا الجيش البيزنطي إلى قصريانة وبعد أن دخل مدينة ميناو وصل إلى غلوالية وفي هذه المدينة تفشى وباء الطاعون وذهب ضحيته قائد الجيش أصبغ وكانت هزيمة العرب كبيرة مما اضطر أغلبهم إلى الانسحاب ولم يبق الا بعض الجند القادمين من الاندلس الذين اختاروا الانضمام إلى القوة الأغلبية في حصارها لمدينة بلارمو.
ورغم الهزيمة لم ييأس العرب من فتح بلارمو إذ استسلم حاكمها البيزنطي بعد عام من الحصار ودخلها العرب في 30 رجب 216 الموافق ل12 سبتمبر 831م وقد أتاحت هذه المدينة موطن قدم للاغالبة وسعى العرب إلى تحصين المدينة وامتنعوا طيلة سنتين عن أي نشاط عسكري وكان البيزنطيون قد تحصنوا بمعقل قصريانة المنيع الذي نقلوا اليه القيادة التي كانت في سرقوسة ، وفي سنة 832 م عين زيادة الله الاغلبي ابن عمه أبا فهر محمد بن عبدالله وقد يكون زيادة الله أراد من خلال تسمية ابن عمه واليا على صقلية التي لم يكتمل فتحها أن يقطع الطريق على الأندلسيين أمام ضم الجزيرة إلى الدولة الأموية في الاندلس وعدم السماح باستقلال الجزيرة عن الدولة الأغلبية حتى لا تكون مثل جزيرة كريت المستقلة.
وتمتعت صقلية بحكم ذاتي ولكنها ظلت موالية للدولة الأغلبية في القيروان وكانت العملة التي ضربت في صقلية تحمل اسم زيادة الله الاغلبي وذلك سنة 835 م. يتبع