أمتار قليلة تفصل الأحياء السكنية في السوق الجديد عن المصبات العشوائية للفضلات. الاهالي عانوا خلال الفترات الأخيرة من عواقب هذه المصبات مما تسبب في انتشار الأمراض لدى الأطفال الذين أصيب عدد منهم بأمراض غريبة. الاهالي اختاروا هذه المرة طريقة للتعبير عن مشاغلهم وقاموا بمغادرة منازلهم نتيجة تردي الاوضاع داخلها بسبب الدخان الذي يتصاعد عند كل عملية حرق للمصبات العشوائية وفي محاولة منهم لإيصال اصواتهم الى السلط لإيجاد حل لهذه المعضلة التي قد تخلف عواقب وخيمة على كل متساكني المنطقة بما ان مصبات الفضلات كما سبق وذكرنا لا يفصلها سوى بعض الامتار عن المساكن. السيد لطفي مباركي ذاق الامرين جراء وجود هذه المصبات في مثل هذا المكان «لقد تعرضت ابنتي لمرض جراء الحشرات التي تخرج من المصبات وهو ما اجبرني على ادخالها المستشفى وذلك كلفني اموالا طائلة لذلك نطالب بترحيل هذه المصبات في اسرع الاوقات باعتبار ان ذلك يعتبر مسا من حقوق الفرد الاساسية والمتمثلة في حق الانسان في العيش في بيئة سليمة وهذا ما لم يتمتع به اهالي السوق الجديد». خرج الاهالي وتجمعوا تحت شجرة وقضوا هناك يوم امس في حر الشمس تحت الروائح الكريهة للمصبات ورائحة الدخان المتصاعد الناتج عن حرق المصبات كما اوضح الاهالي انهم لا يتمتعون بظروف عيش ملائمة نتيجة غياب الماء الصالح للشراب في شهر رمضان. هذا وأكد متساكنو الحي المجاور للمصبات العشوائية ان هناك مرضا انتشر في الفترة الاخيرة بين اطفال الحي وقد اكد لهم الاطباء ان هذا المرض ناتج عن وجود حشرات ناقلة للأمراض في المنطقة بسبب تواجد هذه المصبات.كما اعرب الاهالي عن خيبة أملهم من صمت السلطات الجهوية امام تردي اوضاعهم باعتبار ان عددا منهم وجد نفسه خلال رمضان مجبرا على تناول وجبة الافطار خارج المنازل نتيجة الروائح القاتلة من المصبات. هذه معاناة الاهالي الذين يأملون في ان تحل مشاكلهم في اسرع وقت حتى لا تكون هناك مخلفات اخرى باعتبار ان المصبات يمكن ان تسبب امراضا قاتلة للبعض منهم وحقهم في العيش في بيئة سليمة وهو حق من الحقوق الاساسية.