لم تكن الأمور على ما يرام بالبلاد التونسية قبيل منتصف شهر رمضان من عام 1362ه، الموافق لشهر سبتمبر 1943م، فقد تداولت الصحف والنشريات يوم 13 رمضان في تلك الفترة وفي الأيام التي تليه، خبر أزمة العجين. فقد كان العجين مفقودا بمحلات العطرية، فلا وجود «للمقرونة» ولا ل«الرشتة»، كما جاء في جريدة «النهضة» وقد كانت المعامل تحدث الصعوبات جراء البيع بالتفصيل وكانت النشريات والجرائد في كل مرة تلفت أنظار ادارة الاقتصاد والتموين.
حفلات شهر رمضان
وكما في الوقت الراهن فإن المشاكل الاجتماعية وفقدان بعض المواد الغذائية، لا يفقد البلاد التونسية نكهتها الفنية الثقافية، ففي تلك الفترة العصيبة، انتظمت حفلات بعدة فضاءات مع نجوم الأغنية التونسية فكنت تقرأ اعلانات من قبيل:
«مساء كل ليلة بصالة العياشي بالبيڤه : أكبر جوقة شرقية منظمة بتونس / عروس المسارح السيدة حسيبة رشدي / مطرب الشرق السيد شطا / الراقصة الرشيقة دلال المصرية / التخت برئاسة الأستاذ محمد التريكي / منولوجات من خفيف الروح الاستاذ صالح الخميسي».
وفي الوقت الذي كانت فيه الفنانة حسيبة رشدي تحيي حفلاتها بصالة العياشي كانت السيدة فتحية خيري تحيي حفلاتها بصالة الفتح بباب سويقة.