قبل ساعة من موعد الإفطار على مستوى الطريق الحزامية غرب القيروان، من بعيد تطالعك حشود الناس ينتظرون على أحرّ من الجمر. هناك تحلّق العشرات من المواطنين الذين واصلوا على عربات مختلفة. يقفون يراقبون خروج خبز «الطابونة» و«المطاليع، تقلّبها يد فتاة مغلفة بخرقة من أجل تفادي لسعات الجمر الذي استوت عليه أقراص الخبز لتخرج بعد دقائق من الانتظار فتتلقّفها الأيادي المتشابكة. قد تكون العملية محفوفة بلسعات الجمر ولكن من أجل لقمة العيش تهون المتاعب ب300 مليم قرص الخبز المصنوع من السميد غير المدعم، تشتري السيدات أكياس السميد ويحوّلن الدقيق الى خبز. نساء يشاركنهن أولادهن وبناتهن وأزواجهن حرارة الجمر وجمع الحطب ولعبة العرض والطلب. لا يهم من أين يأتي الحطب سواء من الأشجار المقطوعة التي ذهب أثرها أو من محلات النجارة الذين يدفعون بقطع الخشب الى الطابونة (الڤوجة) ما تلتهمه.
هناك تغيب القيم البيئية والصحية والمرورية وتحضر الشراهة والشهية بقوة مهما كان الثمن. والحقيقة أن خبز الطابونة هناك يوفر موارد رزق لعشرات العائلات.