بعد فوز محمد القمودي بالميدالية الذهبية في بطولة العالم العسكرية بأمستردام ثارت ثائرة العدّاء البلجيكي كلاركس باعتباره كان بطل الدورة التي سبقت دورة امستردام وأدلى «البطل المهزوم» بتصريح قال فيه والحسرة تحز في نفسه: «لابدّ ان انهزم التونسيين غدا في مسافة 5000 متر وإن لم استطع ذلك وهذا أمر مستبعد فإني سأنسحب» وقبل القمودي والخماسي تصريحه بكل برودة دم ولاذا بالصمت في انتظار الغد... وكان ما قال كلاركس اما انتصار او انسحاب، وما كان من الطاقة الفولاذية والمقدرة التونسية الا ان حللاه من وعده ولم يتركاه يرهق نفسه اكثر اذ تركاه ينسحب من الكيلومتر الثالث (باكيا) بعدما حطم هذان التونسيان كل معنوياته وحظوظه في الفوز. وهكذا وفي أول مشاركة لتونس في هذه البطولة العالمية كانت البلد الأوفر نصيبا، اذ أحرز القمودي على الميداليتين الذهبيتين والخماسي على الميداليتين الفضيتين. وعند عودة الفريق العسكري التونسي من امستردام الى بلجيكا التي منها سيعود الى تونس، كان في الحافلة التي أقلتهم الى بلجيكا الفريق القومي البلجيكي ومن بينهم العداء (كلاركس) الذي تقدم للقمودي بعد ان هدأت ثورته مهنئا اياه بالانتصار، وبدأ يستوضحه عن كيفية التمرينات التي يقوم بها وعن الفنيات التي يستعملها.. الى أن سأله عن اكله، وهنا تدخل البشير المنوبي (المصور الرياضي) قائلا «ياكل الكسكسي» فاستغرب كلاركس لعلمه ان الكسكسي ثقيل عن المعدة. فأجابه البشير المنوبي قائلا: «لكن ظهر بالكاشف يا سيدي أثناء السباق ان الكسكسي في معدته أصبح (قمودي) هو الآخر».