نفاد تذاكر بعض الحفلات المبرمجة في مهرجان قرطاج ودخولها السوق السوداء يدعو الى أكثر من استفهام. هل ان التونسي فعلا يقبل على شراء التذاكر وهو ما يساهم في نفادها السريع؟ أو أن هناك أشخاص يقتنون المئات منها ثم يبيعونها في السوق السوداء؟ ومَن هم هؤلاء؟ وهل أن جمهور قرطاج قادر على اقتناء تذكرة لحفل ب50 دينارا خاصة في ظل الازمة الحالية؟ ألا يمكن لوزارة الثقافة تنظيم عملية البيع؟ المشهد ليس بغريب على مهرجان قرطاج فقد عوّد جمهوره وخاصة في الحفلات الكبرى بنفاد التذاكر ثم ظهورها في السوق السوداء ووصل سعر بعضها في حفلات كبرى الى 300 دينار للتذكرة الواحدة في السنوات الأخيرة وعلى سبيل المثال حفل الفنان شارل أزنافور.
وقد نفدت تذاكر حفل الفنانين اللبنانيين وائل جسّار ورامي عياش. وقبل أسبوع من حفل الفنانين راغب علامة ونجوى كرم. نفدت أيضا التذاكر من نقاط البيع القانونية لكنها موجودة في السوق السوداء وبسر 50 دينارا للتذكرة الواحدة.
جمهور قرطاج يتذمر من غلاء أسعار التذاكر ونفادها ويطالب وزارة الثقافة بتوفير أكثر عدد ممكن من التذاكر ومراقبة نقاط البيع حتى لا سعمد البعض الى شراء مئات التذاكر وبيعها بأسعار باهظة.
ومثلما يحقق هؤلاء «السماسرة» الربح يقعون أحيانا في الخسارة على غرار ما حصُل في عديد الحفلات فهم يلجؤون الى بيع التذاكر في آخر لحظة ومع بداية العرض بأسعار منخفضة وتصل أحيانا الى نصف السعر المحددة قانونيا. فتجدهم متفرّعين على كامل الطريق المؤدية الى المسرح يستجدون الجمهور لاقتناء تذكرة بأرخص الأثمان وتلك هي لعبة التجارة وقانون العرض والطلب.
وهؤلاء الذين يقتنون مجموعة كبيرة من التذاكر قصد بيعها في السوق السوداء هم أشخاص ينضوون تحت شركات خفية تعمل في اطار غير قانوني. وتعود هذه العملية (أي عملية بيع تذاكر الحفلات في السوق السوداء) بالمضرّة على الجمهور فإما أن يقتني تذكرتين بمائة دينار أم يحرم من الحفل.