هو شعيب بن يشخر بن لاوى بن يعقوب وقيل هو شعيب بن صنفور بن عيفا بن ثابت بن مدين، وقيل هو شعيب بن نويب بن عيفا بن مدين، وقيل إن أمه كانت بنت لوط, وقد ذُكر اسم شعيب في القرآن الكريم 11 مرة, في سور (الأعراف, هود, الشعراء, العنكبوت), وكان زمن شعيب قبل زمن موسى عليه السلام ، وقد سمى المفسرون شعيباً عليه السلام بخطيب الأنبياء، لحسن مراجعة قومه، وبراعته في إقامة الحجة عليهم، ودحض حججهم.
أرسل الله شعيباً عليه السلام إلى قومه (أهل مدين)، وهم عرب يسكنون مدينتهم «مدين» في الأردن بالقرب من أرض معان من أطراف الشام مما يلي الحجاز، بالقرب من بحيرة قوم لوط، وكذلك أرسله الله إلى بادية مدين الذين يسمون بأصحاب الأيكة (وهي غيضة تنبت شجراً كثيراً من الأيك الناعم كانوا يعبدونها)، وكانوا بعد قوم لوط بمدة قريبة، وهم أيضاً من قبيلة مدين. (اُنظر خريطة بعثة شعيب عليه السلام)
كان شعيب نبي الله عليه السلام يدعو قومه بدعوة كل الأنبياء والمرسلين، فيقول: }اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ{ (الأعراف: الآية 59)، كانت دعوته لعبادة الإله الواحد هي القضية الأساسية، فقضية التوحيد أولاً, ثم تليها قضية المعاملة بأمانة وعدل، فقد كان قومه ينقصون الكيل والميزان, ويبخسون الناس حقهم, ويقطعون السبيل، ذلك بجانب شركهم بالله وعبادتهم للأيكة، وتتلخص قصة شعيب عليه السلام ، في ثلاث مراحل، (مرحلة الدعوة، ومرحلة تكذيب قومه، ومرحلة وقوع العذاب على قومه):
مرحلة الدعوة هذه المرحلة شملت دعوته إلى التوحيد، ودعوته إلى الإصلاح، فأما الدعوة إلى التوحيد فتمثلت في دعوته لقومه بعبادة الله وحده وعدم الإشراك به، محذراً ومنبهاً إياهم بألا يعبدوا إلهاً غيره، قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ} (الأعراف: الآية 85)، وشملت دعوته إلى الله نهيهم عن الوقوف في وجه الذين آمنوا، وصدهم عن سبيل الله، لقوله تعالى: {وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا} (الأعراف: الآية 86). يتبع