هذه المرّة اخترنا لكم من صحيفة «الزهرة» الصادرة ب15 رمضان 1363م/ 3 سبتمبر 1944م، ما أصدرته في ركن «محليات» ومنه اخترنا نشر «مواكب أختام» كاملة، ومطلع المقال الخاص باحتفال تونس بتحرير باريس، وفي ما يلي نصّ المقالين: محليات مواكب أختام الحديث الشريف شرّف جلالة الملك المعظم سيدنا ومولانا محمد الأمين باشا باي أدام اللّه عزّه عاصمة مملكته ليحضر حسب العادة المألوفة ختم الحديث بجامع الحلق. وكان موضوع الختم الذي اختاره صاحب الفضيلة العلامة الجليل سيدي عبد العزيز جعيط المفتي المالكي وإمام هذا الجامع من صحيح البخاري من كتاب «التفسير» من قوله تعالى {لا يسألون النّاس إلحافا}وحديث أبي هريرة قال: قال صلّى اللّه عليه وسلّم «ليس المسكين ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفّف واقرأوا إن شئتم يعني قوله تعالى {لا يسألون النّاس إلحافا}. وتدفق الشيخ جعيط في شرح وتقرر هذا الحديث بفصاحة سجانية ومقدرة فائقة كان محل إعجاب الجميع وختم درسه الرائع بدعاء بليغ لذات الملك المعظم دام له العزّ والبقاء. تونس تحتفل بتحرير باريس .. ولا غرو أن اهتزّت تونس لنبإ تحرير باريس وغمرت سكان حواضرها وبواديها موجبة من السرور والابتهاج فباريس ليست عاصمة فرنسية فقط بل هي عاصمة عالمية وهي مشكاة تضيء على الدنيا بايات آدابها وفنونها وعلومها، وباريس مشرعة الحرية بالدماء وحارستها وناشرتها بين الأمم.