رغم انشغالهم بالحروب والفتن الداخلية نجح العرب في صياغة نمط من التنظيم الاداري في صقلية ولا توجد في الحقيقة وثائق او كتب كثيرة تكشف عن خصوصيات هذا التنظيم وتعتبر كتب الرحالة هي المصدر الاول لمعرفة النظام الاداري الذي صاغه العرب في الجزيرة وكذلك كتب المستشرق ميكايل إماري. إذ كانت الجزيرة قبل أن يصلها العرب مقسمة الى ولايتين سرقوسة وبلارمو وبعد فتحها قسمها العرب الى ثلاث ولايات، الاولى تحتوي على القسم الغربي الجنوبي «وادي مازرة» والثانية القسم الغربي الشمالي «وادي نوطس» والثالثة القسم الشرقي الشمالي «وادي الموني» وكان على راس كل ولاية وال وكل ولاية مقسمة الى عدة اعمال وعلى كل «عمالة» قائد وكان يقيم بكل ناحية قاض يساعده كاتب محكمة وكان المفتي مقيما في العاصمة بلارمو للفصل في القضايا الإشكالية.
كما بعث المسلمون ديوان «المحاسبة» الذي يجمع الضرائب ويشرف على كل ما يتعلق بالتصرف المالي. واتخذ الولاة المسلمون أسلوبا من التسامح مع المسيحيين ممن لم يدخلوا الاسلام وتمسكو بدينهم إذ كانوا يدفعون ضريبة صغيرة تسمى « الخراج» واعفي من دفعها العجز والنساء والأطفال وهي دون ما كانوا يدفعونه للبيزنطيين بكثير أما في النزاعات التي تنشب بينهم فكان يفصل فيها قضاة من الاغريق مسيحيون.
وقدم المسلمون في صقلية نموذجا للتسامح والتعايش مع المسيحيين وروى الراهب Corradinالذي كان رئيساً لدير القديسة كاترينه ببلارمو ان الرهبان كانوا أحرارا في الخروج بأزياء هم الدينية ليناولوا المرضى القربان المقدس وقال الراهب Maurocolli انه كانت تنصب في الحفلات العامة في مسيني رايتان إحداهما للمسلمين وهي خضراء اللون وعليها صورة برج اسود، والأخرى للنصارى وهي حمراء اللون وعليها صورة صليب مذهب.