فوضى وعنف وحالات اغماء... صحفيون مطرودون وتأسيسيون مبجّلون... مشهد عاش على وقعه جمهور قرطاج في سهرة أمس الاول التي أثثها الفنانات اللبنانيان راغب علامة ونجوى كرم. لم تكن سهرة قرطاج في تلك الليلة عادية بل انها تعدّ الأولى من نوعها من حيث عدد الجمهور وسوء التنظيم.
الصحفيون غير مرحب بهم..!
الجمهور حضر بالآلاف حتى ان هناك من تناول وجبة إفطاره على مدارج المسرح، ومع اقتراب موعد انطلاق الحفل تدفقت الجماهير وتحولت الى جحافل من الناس الذين اكتظت بهم الطرق المؤدية الى المسرح حتى أنه يصعب المرور الى الباب الرئيسي ولم تسعف بطاقة الدخول المخصصة للصحفيين من التمتع بقليل من الاحترام والتبجيل بل تقاذفتهم أيادي الأمنيين وشتائمهم وتعرّضوا لهم في كل نقطة عبور الى ان تحول الامر الى عنف لفظي ومادي وطرد تعسفي حيث عمد بعض رجال الأمن الى دفع الصحفيين بالأيدي الى خارج أسوار المسرح في مشهد يذكّرنا بزمن بن علي عندما كان هؤلاء يعتقدون ان قرطاج من أملاكهم الخاصة.
...وحضر بوليس بن علي
رجال الامن ليلة أمس الاول تصرّفوا بعقلية «بوليس» بن علي وأكدوا انهم لم يتغيروا بل زادوا سوءا. فالرقي لا يمكن ان يتعلمه المرء بل هو مبدأ مكتسب. فبعض رجال الامن الذين أرادوا ان يؤمّنوا حفل أمس الاول تعلّموا ان لا يتخلوا أبدا عما ورثوه في عهد بن علي فعقلية العنف اللفظي والجسدي راسخة في أذهانهم ولن يغيرها الزمن...
مسؤولية يتحملها الوزير
إهانة الصحفيين ومنعهم من أداء واجبهم المهني والتعدي عليهم لفظيا وجسديا مسؤولية نحمّلها لوزير الثقافة والهيئة المشرفة على المهرجان التي لم تعط «تعليماتها» لتبجيل الصحفي وتسهيل عمله لكن ما حصل ليلة أمس هو أن الصحفي أهين وطرد في حين بجّل أعضاء التأسيسي ورحّب بهم. عضو المجلس التأسيسي رحّب به بمجرد كشفه عن بطاقة تحمل عضويته في التأسيسي في حين ان الصحفي طرد وهو يحمل بطاقة عليها طابع وزارة الثقافة وهي بطاقة رسمية تخوّل له الدخول الى المهرجان دون ان يتعرض له أحد.
فالدخول في تلك الليلة الى مسرح قرطاج أصبح ب«الوجوه» على حد تعبير أحد أعوان الامن الذي أكد لنا أن زملاءه سمحوا لبعض الأشخاص بالدخول في حين انهم منعوا الصحفيين.
اعتذار
الصحفيون الذين طردوا منذ العاشرة والنصف ليلا سمح لهم بالدخول على الساعة منتصف الليل بعد تدخل الهيئة المنظمة للمهرجان لكن هذا التدخل كان متأخرا ورغم اعتذارهم للصحفيين إلا أن ما حصل في تلك الليلة لا يغتفر بل لا بد أن تتحمل وزارة الثقافة مسؤوليتها كاملة وأن تعطي هي الأخرى تعليماتها مثل التعليمات التي طبقت على الصحفيين ليلة أمس الأول وأن يحترم الصحفي داخل وخارج مسرح قرطاج وألا يحدد له عون الأمن زاوية عمله...وألا يتدخل في كيفية أدائه لمهنته مهما كانت رغبته.
حالات إغماء
دخولنا الى مسرح قرطاج كان مع خروج الفنانة نجوى كرم التي أنهت وصلتها الغنائية وتركت المجال للفنان راغب علامة. نجوى كرم غنت من جديدها وقديمها حسب ما وصلنا من وراء أسوار قرطاج ونفس الشيء بالنسبة لراغب علامة الذي ركز أيضا على أغانيه سنوات الثمانينات وعاد بالذاكرة الى أرشيفه الفني مما أثر في جمهوره فأصيبت بعض الفتيات بالإغماء ولا ندرى إن كانت حالات إغماء حقيقية أو أنهن يدعين ذلك لجلب الانتباه؟! الحفل انتهى على الساعة الثانية والنصف ليلا والجمهور لم يبارح مكانه الى أن ودعه الفنان راغب علامة على إيقاع «أنا كلي ما اشتقت ليها».