.... من بيروت حط الرحال على هضاب قرطاج محملا بأبلغ الكلمات وأروع الالحان وأجمل الاحاسيس... فارتحل بالعشاق الى عالم الرومنسية والحب في لحظات مسروقة من زمن الضجيج والصخب ليستقر صدى صوته على حجارة قرطاج المجيد في ليلة شق فيها النسيم العليل شجيراته المتمايلة التي باتت منسجمة وصوت سفير الاحساس الفنان اللبناني راغب علامة الذي حل بين جمهور قرطاج مساء أمس الاول الاربعاء لاحياء حفله الخيري المنظم من طرف جمعية «سيدة» لمرضى السرطان. سفير الاحساس تأخر على جمهوره ليطل عليهم الساعة العاشرة و12 دقيقة بدل العاشرة تماما ورغم ساعات الانتظار التي فعلت فعلها في النساء والاطفال استقبلوه بالهتاف والصياح والزغاريد... وببدلته البيضاء وخصلات شعره المتطايرة بفعل نسيم قرطاج زاد في هيجان الجمهور وخاصة الفتيات اللاتي حضرن متبرجات مرتديات الفساتين القصيرة والكعب العالي ولم تمنعهم مدارج قرطاجالعالية من ذلك. لحظات من الرومنسية فنان الاحساس كان متأهبا بدوره لجمهور قرطاج فجاب الركح ذهابا وايابا رقصا وقفزا وكأنه بات يعرف نواميس هذا الجمهور... «إيغيب»، نستني الدنيا، يا غايب تعالى»... كلمات راقية وألحان أرقى... سافرت بعشاق تلك الليلة الى لحظات من الرومنسية والحب فتشابكت الايادي وتعانقت القلوب وارتحلت الارواح لتلتقي على هضاب قرطاج مستمتعة بنسائمه التي باتت متماهية وصدى ذاك الصوت الذي أبى الا أن يمزق صمت تلك الهضاب ويدون على حجارتها ليلة ستخلد في ذاكرة كل من وطأت قدماه ذاك المكان في ذاك الزمان... مراوحة مراوحة بين الموسيقى الايقاعية والموسيقى الرومنسية أدخلت الجمهور في حالة انتشاء يرقص أحيانا وتتعالى أصواته ثم يهدأ حينا آخر ويطلق العنان لترنحات الاجساد وتمايلات الرؤوس. راغب علامة قدم باقة من الاغاني القديمة والجديدة التي عاشت على وقعها الاذان والبعض منها تربت على ايقاعها الاجيال على غرار «قلبي عشقها والعيون» التي أدخلت البعض من عشاق السوبر ستار في حالة من الهيستيريا حد البكاء ولم يجد البعض الآخر من وسيلة يعبر عن حبه لهذا الفنان واعجابه بما يقدمه فراح يمطره بالقبل ورد راغب على معجبيه بالغناء الجميل والاحساس الراقي والكلمات البليغة فعبر عن حبه لجمهور تونس الذي لم يسبق له أن رأى أجمل منه وأرقى من ذوقه على حد تعبيره... ليلة استثنائية ليلة عانقت الرومنسية أمنها فنان الاحساس وصاحب الصوت العذب الذي لم تفلح سنوات غيابه على تونس في محوه من ذاكرة جمهوره الذي حضر بأعداد غفيرة غصت بهم مدارج قرطاج فاستمتعوا وأثنوا على الباقة التي أتحفهم بها فنان بيروت وصاحب 16 ألبوما غنائيا و30 فيديو كليب... ليعانق الابداع في ليلة استثنائية عاشها جمهور قرطاج على مدى ساعتين من الزمن. استفهام؟ لكن ما لفت انتباهنا في هذا الحفل أن الكورال المصاحب للفنان راغب علامة متكون من 12 فردا وهو ما يدعو الى الاستغراب لأن هذا العدد يعد ضخما مقارنة بما هو معتاد عليه وهو أن لا يتجاوز الكورال ال4 أفراد وربما اختيار هذا العدد يعود الى منظم الديكور حتى لا يكون المسرح شاغرا لأن الفرقة التي صاحبت الفنان لم تتجاوز ال6 أفراد. الابناء حاضرون في حفله بقرطاج اصطحب راغب علامة ولديه خالد ولؤي وابن أخيه خضر الذي كان حاضرا بدوره في الحفل. (خضر) جلس مع الجمهور وقبل صعود راغب علامة على المسرح كان الجمهور يهتف باسم أخيه وصفق له طويلا وتحولت كل الانظار الى مقعده ولم تنته هذه الموجة من الصياح والهتاف الا بخروج راغب علامة الذي خطف الاضواء من أخيه وعادت الامور الى نصابها.