أوردت مصادر إعلامية وسياسية مطلعة أن مخزون «ليبيا القذافي» من الأسلحة الكيميائية لم يدمر كما هو معتقد، فقد جرى استخدام بعضه من قبل المتمردين الليبيين، وجرى تهريب بعضه الآخر إلى سوريا عبر تركيا. نشرت وكالة»رويترز» أمس على موقعها باللغة الانقليزية ( لم تنشره في نسخة عربية) تقريرا خطيرا يؤكد أن مسلحي «الجيش الحر» الإسلاميين في حلب حصلوا على أسلحة كيميائية مصدرها ليبيا.
غاز الخردل والسارين
وقال التقرير الذي أعده مراسل الوكالة في عمّان، إن الاعتقاد كان سائدا من قبل حول أن أسلحة الزعيم الليبي معمر القذافي جرى تفكيكها، إلا أن استخدامها من قبل المتمردين الليبيين أثبت خلاف ذلك، مشيرا إلى أن مخزون نظام القذافي كان مؤلفا من «غازي الخردل» و«السارين».
وتابع أن هذا التطور الخطير المتمثل في حصول المسلحين السوريين على أسلحة كيميائية، جرى في وقت بات الرأي العام يميل إلى مناهضتهم بعد أن شاهد ما ارتكبوه من جرائم ضد «شيوخ القبائل السنية في مدينة حلب ، المدينة التي كانت معقل مناصري الحكومة»،في إشارة إلى المجزرة التي نفذتها كتائب «لواء التوحيد» التابعة لتنظيم القاعدة بحق عدد من وجهاء «عشيرة بري».
وقال التقرير إن أحد زعماء «الجيش الحر» توعد بتحويل حلب «إلى مقبرة للقبائل». وأشارت الوكالة إلى أن لديها صورا «من حلب، وهي تظهر متمردين يستخدمون أقنعة غاز، وأخرى لاتزال معبأة في العلب الخاصة بها ولم تستخدم بعد» ، موضحة بالقول بأنه لا يمكن القول إنهم غنموها من مخازن الجيش السوري، لأنها أمريكية الصنع من نوع M-42A1، مما يشير إلى أنها قد تكون جزءا من «المساعدات التي كلفت الرئيس الأميركي أوباما وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بتقديمها للمتمردين السوريين».
وقال التقرير «يخشى أن تقع هذه الأسلحة في أيدي «القاعدة» وأن تعبر إلى أوروبا عبر تركيا، وتعرض القارة كلها لخطر هجوم كارثي . فتنظيم القاعدة والجيش السوري الحر كلاهما يعملان معا انطلاق من الأراضي التركية». إلا أن هذه الأسلحة، وفق تقديرات جهات سياسية وإعلامية مطلعة ، هي لارتكاب مجزرة بالأسلحة الكيميائية من أجل اتهام السلطة بها، لأنها الطريقة الوحيدة المتبقية لإرغام مجلس الأمن على إقرار تدخل عسكري دولي في سوريا وفق تقديرات «المجلس الوطني السوري» و «الأخوان المسلمين» ومن يقف وراءهم من أجهزة استخبارات دولية. يشار إلى أن تقرير وكالة «رويترز» لم يلبث أن سحبته الوكالة من موقعها على الإنترنت بعد أن وضعته فترة من الوقت لأسباب غير معروفة.
معركة حلب لم تبدأ
ميدانيا , اكد مسؤول امني سوري رفيع ان معركة حلب لم تبدأ بعد وان القصف الجاري ليس الا تمهيدا لساعة الحسم . وقال ان «معركة حلب لم تبدأ، وما يجري حاليا ليس سوى المقبلات». واضاف «الطبق الرئيسي سيأتي لاحقا». واوضح المسؤول ان التعزيزات العسكرية ما زالت تصل مؤكدا وجود 20 الف جندي على الاقل على الارض. وقال «الطرف الاخر كذلك يرسل تعزيزات».
وافاد المسؤول ان حوالى 300 مسلح خرجوا الليلة قبل الماضية من حي «صلاح الدين» غرب المدينة حيث تحصن الكثير منهم، لمهاجمة مقر التلفزيون الرسمي المجاور. وقال ان «المعركة استمرت ساعات ثم تدخلت المروحيات وتم صد المتمردين الذين تراجعوا مخلفين جثثا كثيرة في الميدان».
وأشارت مصادر إعلامية ميدانية محلية إلى أن الجيش السوري بدا يتقدم في حي صلاح الدين ببطء وأنه يسعى إلى بسط سيطرته على كامل مدينة حلب خلال الساعات القليلة المقبلة.