من فضائل الأعمال: الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح للذكر : «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تامة ، تامة ، تامة «(رواه الترمذي وحسنه) أقوال وحكم : قال أحد الحكماء : الإخوان ثلاثة .. أخ كالغذاء تحتاج إليه في كل وقت ، وأخ كالدواء تحتاج إليه أحياناً ، وأخ كالداء لا تحتاج إليه أبداً شرح حديث : عن النواس بن سمعان رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (البرّ حسن الخلق ، والإثم ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم. الشرح : البر : هي اللفظة الجامعة التي ينطوي تحتها كل أفعال الخير وخصاله. فالبر مع الخالق يشمل جميع أنواع الطاعات الظاهرة والباطنة ، كما قال الله تعالى في كتابه : {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون}. والبرّ مع الخَلْق إنما يكون بالإحسان في معاملتهم، وذلك قوله : (البرّ حسن الخلق) ثم عرّف النبي صلى الله عليه وسلم الإثم بقوله : (والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس)، فجعل للإثم علامتين : علامة ظاهرة، وعلامة باطنة . فأما العلامة الباطنة : فهي ما يشعر به المرء من قلق واضطراب في نفسه عند ممارسة هذا الفعل. وعلامته الظاهرية : أن تكره أن يطلع على هذا الفعل الأفاضل من الناس ، والصالحون منهم ، بحيث يكون الباعث على هذه الكراهية الدين ، لا مجرّد الكراهية العادية ، وفي هذا المعنى يقول ابن مسعود رضي الله عنه : «ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن ، وما رأوه سيئا فهو عند الله سيئ».