في اقل من 24 ساعة انفجر مشهد الاحداث الطائفية في مصر على مواجهات عنيفة بين مسلمين وأقباط في القاهرة إضافة إلى العثور على جثة عالم ذرة مصري قبطي الأمر الذي قد يفتح الباب أمام دوامة من العنف الطائفي في البلاد. طوقت قوات الأمن المصرية أمس اشتباكاً بالأسلحة النارية بين مسلمين ومسيحيين بمحافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) كاد أن يتطور إلى حد إحراق كنيسة.
تطور القتال
وقالت مصادر محلية بمدينة «الزقازيق» بمحافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) إن مشاجرة نشبت بين أخوين مسيحيين وأصدقاء لهما من جهة ، وبين مسلمين بسبب خلافات مالية ما لبثت أن تطورت إلى اطلاق أعيرة نارية وانضمام عدد كبير من الجانبين إلى المعركة فيما توجه عدد من الشباب إلى كنيسة «الأنبا أنطونيو» لإحراقها. وأوضحت المصادر أنه استخدت بالمعركة الأسلحة النارية والبيضاء حملها أطراف المشاجرة فوق دراجات بخارية.
وأضافت ان عناصر الشرطة بمدينة الزقازيق فرضت طوقاً أمنياً حول كنيسة «الأنبا أنطونيو» التي انتشرت حولها عربات الشرطة، قبل أن تقوم قوات الأمن بتوقيف عدد من المشاركين بالشغب واقتادتهم إلى مركز شرطة الزقازيق حيث بدأت التحقيقات معهم.
وكان إشتباك آخر قد اندلع في الساعات الأولى من صباح أمس عقب وفاة الشاب معاذ محمد حسن متأثراً إثر مناوشات عنيفة بينه وبين شبان مسيحيين سرعان ما تطورت المناوشات وأدت إلى مقتل 5 أشخاص.
وتشهد مصر منذ ثمانينات القرن الماضي أحداث واشتباكات طائفية بين مسلمين ومسيحيين لأسباب متعددة أبرزها العلاقات العاطفية بين شاب مسلم وفتاة مسيحية أو العكس، فيما يلعب الجهل والأمية إلى جانب البطالة أدواراً بارزة باندلاع المشاجرات المسلحة التي لا تتصاعد حدتها ووتيرتها في مناطق معروفة بارتفاع مستوى التعليم بين سكانها مثل المهندسين ومصر الجديدةبالقاهرة، وشرم الشيخ بجنوب سيناء.
جثة عالم مصري
في هذه الأثناء أكدت مصادر محلية أن جثة يعتقد أنها تابعة للعالم المصري في مجال الذرة «وديع وهبي جرجس» موجودة في إحدى مشرحات العاصمة المصرية القاهرة .
عالم الذرة «وديع وهبي»، أستاذ بجامعة القاهرة وله أبحاث عديدة في مجال الذرة، اختفى يوم الجمعة 27 جويلية الفارط – قبل نجو اسبوع- بعد أن خرج من منزله في الحادية عشرة صباحًا لحضور حفل رسامة شيوخ جُدد بالكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة.
وقالت السيدة نادية هنري زوجته، إن «وهبي» كان بصحة جيدة وذاكرة مُتزنة وسافر العام الماضي خارج مصر لتقديم أحد الأبحاث المهمة، وأكدت أنهم بحثوا عنه بعد تغيبه في كل المستشفيات القريبة من مصر الجديدة بلا جدوى وقدّموا بلاغات بتغيبه في قسم الشرطة وعلّقوا صورته في الشوارع وعلى أتوبيسات النقل العام، موضحة أنها تلقت اتصالاً هاتفيًا من مشرحة زينهم بوجود جثة بملابس تقترب من التي كان يرتديها المفقود.
مواجهات بين الصعيد والغجر
وفي سياق المواجهات الأهلية , لقي ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب 12 آخرون من بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة في اشتباكات حادة اثر شجار بين عائلة صعيدية وأخرى من قبائل الغجر في مدينة الاسكندرية.
وتسببت المواجهات في نشوب حريق في 8 شقق وعدة محال ومقهى بذات المنطقة، وتمت السيطرة على النيران وإطفاؤها. وأعلنت مديرية أمن الإسكندرية في بيان لها أنها قد تمكنت من السيطرة على الأحداث بعد مواجهات ضارية مع طرفي الشجار اللذين قاوما قوات الأمن. هذا وذكرت «البي بي سي» ان الشجار اندلع اثر اتهام عائلات صعيدية لأفراد من قبائل الغجر بأنهم وراء سرقة أحد صناديق القمامة من الشارع، الامر اعتبره هؤلاء إهانة لهم، وتحول الامر الى قتال عنيف.