أظهر العديد من التونسيين تخوفا من تضخم فاتورة استهلاك الكهرباء والغاز وسبب هذا التخوّف يرجع الى افراط العائلات في استعمال المكيفات الهوائية للهروب من حرارة الطقس. ويخشى المواطن الذي اضطرّ الى الاستنجاد بالمكيف الهوائي للتبريد ولمقاومة حرارة الطقس ومغالبة تعب الصيام أن تتحول هذه الرفاهة الوقتية وتنقلب هذه النعمة الى نقمة بمجرّد وصول فاتورة الاستهلاك والأسوأ والأمرّ أن حلولها يتزامن مع العودة المدرسية ومصاريف الأدوات والترسيم ومستلزمات العودة الجامعية التي تثقل الكاهل وتربك الميزانية.
وكما يتزامن حلولها مع بعض فواتير الاستهلاك الاخرى مثل الهاتف القار والانترنات ومصاريف الكراء والحياة اليومية. ويؤكد أحد المواطنين قائلا: «أجبرت على تشغيل المكيّف على مدى 24 ساعة تقريبا للهروب من قساوة الطقس ولمغالبة الصوم».
والحقيقة ما دفع بي الى تشغيل المكيف الأطفال الصغار الذين أخاف عليهم من ارتفاع درجة الحرارة. ويؤكد العديد من التونسيين أنهم لم يعاينوا ارتفاع درجة حرارة الطقس بمثل هذا المستوى ولذلك هربوا الى المكيفات الهوائية ولكن يدهم على قلوبهم من فاتورة ال «ستاغ» والتي ستضاعف من حجم أزمتهم وتساهم في اضعاف مقدرتهم الشرائية.
ولكن لماذا لا يقدم المسؤول عن العائلة على تخصيص مبلغ مالي لتفادي مثل هذه المطبات ولتسديد فاتورة الكهرباء والغاز؟ التونسيون يعتبرون ان تخصيص مبلغ مالي لتسديد فواتير الاستهلاك او لاستعماله في حالات الطوارئ مثل المرض أو غيرها من الأحداث المفاجئة هو ضرب من ضروب التخيل والحلم ولا يتماشى مع الواقع الذي نعيشه.
فالمواطن أثقلته مصاريف «قفة رمضان» إذ ارتفعت أسعار بعض المواد الاولية خاصة اللحوم. وأتعبته تكاليف تتالي المناسبات ولباس العيد والحلويات والأفراح. اضافة الى ارتفاع حجم الأداءات والمصاريف اليومية. وبالتالي أصبح المواطن مثقلا بالدفوعات واضطر الى التداين أو أخذ تسبقة من راتبه لتغطية هذه المصاريف المتفاقمة.
ويعترف العديد من الموظفين أن الرواتب محدودة لا تتماشى مع مصاريف الحياة ويطالبون بمراجعتها والترفيع فيها حسب متطلبات العصر. كما يتذمر المواطن من إلتهاب مبالغ فواتير استهلاك الماء والمبالغة في فرض تسعيرة لا تتماشى مع الخدمات التي تقدّمها ال «صوناد».