أدّى ارتفاع درجة حرارة الطقس في مختلف جهات البلاد الى تغيير سلوك العديد من التونسيين وفرض عليهم اتباع نمط معيشة محدّدة.
العديد من العائلات التونسية التي لا تمتلك مكيفات هوائية إلتجأت الى الشواطئ بحثا عن نسمات باردة تلطف عليها وقع الحرارة وتخفّف عنها معاناة الصّوم. والبعض ارتمى في أحضان «النافورات» حيث يعمد الأطفال الى الاستحمام بالحدائق العمومية والفضاءات الترفيهية لنسيان تعب الصوم، وارتفاع درجة الحرارة في هذه الفترة أجبرت بعض العاملين في مهن شاقة مثل البناء والاشغال الى البقاء في البيت والعزوف عن العمل لتفادي تأثير أشعة الشمس وللتقليل من معاناة الصوم استنجد البعض الآخر بالمظلاّت وبعض النسوة اضطررن الى تلثيم وجوههن خوفا من أشعة الشمس الحارقة. واضطرّ بعض المواطنين الى عدم المجازفة بالخروج والتوسل بالمكيفات الهوائية لمجابهة الحرارة.
كما أن الخوف من تأثير الطقس وأشعة الشمس ولمقاومة العطش اضطر العديد من الصائمين الى تغيير نمط استهلاكهم من ذلك أنهم أصبحوا يتجنّبون تناول الأكلات التي تحتوي على نسبة كبيرة من التوابل والبهارات خاصة عند السحور لتفادي الاحساس بالعطش في النهار. بالاضافة الى الافراط في إستهلاك الغلال والسوائل وشرب كميات كبيرة من المياه الباردة.
وعن أهم المضار التي تلحقها أشعة الشمس بالصحة يشير الاطباء أن كثرة التعرّض للشمس خاصة في الفترة التي تتراوح بين العاشرة صباحا وحتى الرابعة ظهرا يضر بالبشرة والعين وقد تجعل الصائمين خاصة الكبار في السن يصابون بالجفاف من الماء.
وعن تأثير ارتفاع درجة حرارة الطقس على الاطفال أكّد الدكتور محمد دحمان الاخصائي في طب الاطفال «نسبة كبيرة من الأطفال معرضين للاصابة بالجفاف من الماء».
والاسهال جرّاء تكاثر الجراثيم الموسمية في هذه الفترة وبسبب الافراط في تناول الغلال واستهلاك المثلجات والمشروبات الغازية والحلويات. كما أن الأطفال أكثر عرضة لتأثير المكيفات الهوائية فدرجة التكييف في بعض الأحيان لا تتماشى مع سنهم وهذا يجعلهم يصابون بالتهابات على مستوى الحنجرة والحلق وعلى المدى الطويل قد يخلف لديهم الاصابة بالحساسية ومشاكل صحية أخرى.
وينصح الاخصائي في طب الأطفال الاولياء بتعديل المكيف بما يتماشى مع طبيعة أطفالهم ومنعهم من الخروج في الفترة الممتدة بين العاشرة صباحا والخامسة مساء لتفادي تعرّضهم لأشعة الشمس وعدم إهمال وجباتهم الغذائية فبعض الأمهات بحكم الصوم تتغافلن عن افطار أو تقديم طفلها وجبة الغداء للصغار، وهذا يؤثر على نموّهم ويجعلهم يفرطون في استهلاك مواد غذائية غير صحية.