عرفت الأيام الثقافية بالوسلاتية في دورتها الأولى برمجة متنوعة حسب ما أعلنه البرنامج لكنها عرفت عزوفا جماهيريا ملحوظا دفعنا إلى استجلاء آراء الشارع ومعرفة الأسباب الكامنة لهجرة مدارج المسرح الصيفي. الأستاذ نبيل الشاهد-أستاذ مسرح- يرى أن غياب الجمهور يعود إلى سوء البرمجة التي لا يمكن أن تستجيب لتطلعات أبناء المنطقة وميولاتهم متى كانت مسقطة وفي ظل عدم وجود لجنة يوكل إليها رصد آراء الشارع ورسم خارطة ثقافية تأخذ بالرغبات والأذواق المختلفة.
وتساءل في آخر تعليق له:«ما الذي تغير بعد الثورة؟ وإلى متى سيتواصل تغييب أهل الثقافة والمتخصصين عن الفعل الثقافي؟».
السيد حسين حاجي لم يحضر العروض هو الآخر, وحين سألناه برر عزوفه بعدم برمجة أسماء معروفة قادرة في رأيه على جلب الجمهور. وبالنسبة إليه فقد فشلت الدورة في أن توفر للعائلات فرصة للترفيه عن النفس. أما الشاب محمد بوراوي فقد منعه توقيت عمله من مواكبة العروض لكنه قال إنه كان ليتابع العرض الشبابي دون البقية التي لا تتماشى برأيه والواقع المتشكل ما بعد ثورة 14 جانفي.
أحد الذين واكبوا الدورة، السيد قيس همامي، أعرب عن رضاه عن العروض التي قال إنها تتماشى مع مختلف الفئات والأذواق لكنه أكد على غياب الجمهور الذي لم يتجاوز الأربعين نفرا في السهرة الثالثة رغم مجانية الدخول. وأرجع محدثنا الأسباب إلى قلة الدعاية التي لم تتجاوز دار الثقافة بخلاف العمل الدعائي المتحرك في السنوات الفارطة.
غياب الدعم...وعام أبيض
هذه المشاغل حملناها إلى السيد المنجي العامري، مدير هذه الدورة، الذي ذكرنا بأن العروض مدعمة وأن المندوبية الجهوية للثقافة هي صاحبة البرمجة في ظل غياب الدعم المادي من النيابة الخصوصية والمؤسسات بالجهة. أما عن نقص الدعاية فأعازه مدير الدورة إلى غياب التجهيزات ونقصها لكنه لم يحل دون بث ومضات إعلانية ووصول الإعلام إلى كافة المنظمات والإدارات.
وعن العروض أبدى السيد منجي رضاه عنها قائلا أنها جمعت بين الشبابي والشعبي والمسرحي والموسيقي دون إغفال الأطفال، وأن الدورة عموما هي محاولة أولى لتجنب عام أبيض، في انتظار تشكل هيئة جديدة تقدر على تقديم الأفضل في السنة القادمة. وذاك ما يرتجيه أبناء الجهة لإعادة الروح والإشعاع للمشهد الثقافي بالوسلاتية.