تعيش عدة تجمعات سكنية بمعتمدية وادي مليز من ولاية جندوبة وخاصة الأرياف عطشا حقيقيا بسبب غياب مياه الشراب أو جراء بخل الحنفيات العمومية عن العطاء مما عجل بتنامي المعاناة ورحلة البحث هنا وهناك ولا عزاء للجميع سوى الصبر . الوضع الذي تعيشه مناطق : «عباسة القرايرية الجلايلية أم هاني أولاد جمعة رأس الكاف العواينية» ... وهي مجتمعة مئات العائلات المعطشة والتي يتمتع بعضها بحنفيات عمومية بخلت عن العطاء وبعضها الآخر لا يتمتع بها أصلا ويعيش على حلم أن تشمله التدخلات كسائر خلق الله فينعم بخير الجهة من الماء العذب ولكن معاناة المتمتع بالحنفيات العمومية والمحروم منها واحدة وهي لا مياه ولا هم يحزنون مما اضطر السكان الى العودة الى الآبار القديمة والعيون والسيارات الخاصة التي تبيع الماء ولا يهم الثمن أو نوع الماء ولكن المهم تحصيله هذا بالنسبة الى مياه الشراب أما مياه الري وسقي الحيوانات والتنظيف فقد وجد المواطن ضالته في نهر «الرغاي ومجردة» حيث يتنقل البعض إما على ظهور الحمير المحملة بالأدنان أو الصهاريج الصغيرة لجلب ما يكفي للري . خطاف لا يصنع الربيع الوضع الصعب الذي تعيشه عدة عائلات لتحصيل الماء الصالح للشراب وكثرة التشكيات التي وصلت في بعض الأحيان الى الاعتصام وقطع الطريق مثلما حصل منذ ثلاثة أيام بمنطقة أم هاني حين تم قطع الطريق الوطنية عدد 06 بين مدينتي جندوبة وغار الدماء للمطالبة بتزويد الأرياف المعطشة بالماء الصالح للشراب وجدت الصدى عند المسؤولين فبعيدا عن لغة الوعود التي تلقتها عدة تجمعات سكنية من خلال تمكينها من الماء الصالح للشراب وهو تدخل قد يطول بحساب الزمان والمكان فإن معتمدية وادي مليز تدخلت في الآونة الأخيرة تدخلا خاصا تمثل في تخصيص جرار وصهريج يجوب يوميا وبنسق ماراطوني عدة أرياف معطشة ويزود السكان بأدنان من الماء بما يكفي مؤونة يوم كامل في عملية متكررة يوميا في انتظار حلول تعيد عمل الحنفيات العمومية في أقرب الآجال وكذلك تمكين الأرياف المحرومة من مشاريع في تمرير الماء الصالح للشراب . واقع العطش الذي تعيشه جهة وادي مليز وكغيرها من جهات جندوبة يتطلب خطة عاجلة لإعادة نشاط الحنفيات العمومية وبطريقة تغني عن سياسة الماضي التي أثبتت التجربة فشلها الذريع .