ظل المستشفى المحلي بأم العرائس يشكو من نقائص عدة وقد تفاقم الأمر إبان الثورة وبعدها حيث تعرض كبقية المنشآت إلى عديد الإنتهكات والتجاوزات غير أنه اليوم أصبح «يئن» في ظل نقص الإطار الطبي. وفي زيارة الشروق إلى المستشفى تحدث الينا الدكتور بلقاسم السعيدي رئيس قسم يعمل بالمستشفيات العمومية منذ عشرين سنة موضحا أن النقص في الإطار الطبي العام والمختص خاصة بعد رحيل الطبيب الجراح وزوجته المختصة في توليد النساء إلى موطنهما روسياالبيضاء لقضاء العطلة السنوية التي قد تدوم أكثر من شهرين يجعل ممارسة المهنة وأداء الواجب يتمان في ظروف صعبة ومعقدة لكن الدكتور بلقاسم يبدومتفائلا لأن المساعي جارية وحثيثة لدى السلط الجهوية والمركزية لتفادي بعض هذه النقائص .وفي هذا الإطار يتحدث المواطن منذر ناصري عن رحلة عذاب ومعاناة عاشها مع زوجته التي توشك أن تضع حملها حيث قال : «عشت رحلة خوف وانتظار خلال شهر رمضان المبارك وتحت وطأة الشمس الحارقة بين مثلث المدن الثلاثة المستشفى المحلي بأم العرائس والمستشفى المحلي بالرديف والمستشفى الجهوي بقفصة وفي نهاية المطاف ها هي زوجتي تقبع بإحدى المصحات الخاصة بصفاقس» . ومن جانب اخر يشكومستشفى ام العرائس من نقص فادح في الأدوية يجعل متساكني المنطقة يدفعون الضريبة باهظة ويضطرون الى شراء معظم الأدوية من الصيدليات الخاصة . اما فيما يخص وسائل النقل ففي المستشفى المحلي بأم العرائس سيارتا إسعاف الأولى معطبة منذ ايام الثورة والثانية يتولى قيادتها ثلاثة سواق بالتناوب وتجوب هذه السيارة أحياء المدينة المترامية الأطراف والغارقة ليلا في الظلام الدامس وقد تأخذ أحيانا الطرقات الملتوية ذات التضاريس الصعبة لتصل إلى بعض المراكز الصحية الأساسية البعيدة وتارة تتجه نحوالمستشفى الجهوي بمركز ولاية قفصة وذلك لإيصال المرضى أوالقيام بالتدخلات العاجلة .رغم هذه الظروف الصعبة يظل الإطار الطبي ووشبه الطبي والعاملين بالمستشفى في صراع مضن ومرير مع الواقع الصحي وذلك للقيام بالواجب وإرضاء الضمير .إن المستشفى المحلي بأم العرائس في حاجة ماسة وأكيدة إلى تدخل عاجل وسريع وذلك لبعث الأمل والطمأنينة في نفوس اكثرمن35 ألف مواطن .