سعى الحاكم الروماني روجار آليي معاملة المسلمين برفق إذ أوصى باحترام الشعائر الدينية للمسلمين واستعان بعدد كبير منهم في بلاطه، كما حافظ المسلمون على موقعهم في الجيش وقال الرحالة الإدريسي عن روجار الثاني «وأكرم المسلمين وقربهم ومنع عنهم الفرنج فأحبوه» وكان يقرب الزهاد منهم والمتعبدين وقد أصبغ عليه هذا صورة المسلم الذي لم يرد اعلان إسلامه خوفا من رد فعل المسيحيين . كان روجار محبا للسلم وغير ميال للحرب لذلك منع المسلمين من ان يعتنقوا المسيحية كما منع المسيحيين من اعتناق الاسلام وعمل على إبعاد الدين عن الحياة السياسية وهذا ما شجع المسلمين على مساندته وإظهار الحب والولاء له وقد تعلقوا به الى حد ان خرجت نساء المسلمين يوم موته الى الشارع وهن في حالة من البكاء والعويل يرددن المراثي لان المسلمين فقدوا برحيله الحامي لهم فعندما ثار الصقليين على مايون وزير غاليا لم الاول في منتصف عام 1160 الذي نزع السلاح من المسلمين انتهز المسيحيون هذه الفرصة ويذكر انهم وجدوا مجموعة من الخصيان من المسلمين في القصر فذبحوهم وتوجهوا الى المسلمين في الدواوين والفنادق ونزعوا الأكفان عن جثث الموتى وهلك عدد كبير من المسلمين ومن اشهر من ذهب ضحية في هذه الواقعة الشاعر القفصي يحي بن التيفاشي وربما يكون الإدريسي من ضحاياها أيضاً.
ويذكر فلقندو الذي روى هذه الحادثة الدامية ان المسيحيين أغاروا غارات متتالية على المسلمين ولم يراعو في ذبحهم عمرا ولا جنسا حتى كادوا يبيدوهم وقد فر من استطاع الى جنوبي صقلية والى الجبال وحاولوا التخفي عن المسيحيين هربا من الذبح.
وجاء غاليا لم الأول ثم الثاني الذي هدأت الفتنة في عهده كما قال الرحالة ابن جبير الذي مر على الجزيرة في طريق العودة من الحج وذكر ان حياة المسلمين كانت هادئة وكانوا مجموعة صغيرة في مسينة وكانوا يعملون في الحرف وكان عددهم اكبر في بلارمو وكانوا يقيمون الصلاة علنا ويًرفعون الأذان وكانت لهم أرباض خاصة بهم وكانت لهم متاجر وقاض مسلم للنظر في ما يطرأ بينهم من خلافات وكانت لهم مساجد وزوايا لتحفيظ القران الكريم.
وذكر ابن جبير في رحلته ان غاليا لم كان يقرب المسلمين ويثق فيهم ولذلك عينهم في وظائف كبرى وكانوا في ديوانه أيضاً ويتمتعون بنفوذ وتقدير.