لم يكن من السهل على الصقليين التخلص من النمط العربي الاسلامي فقد تواصل التأثير العربي حتى بعد سقوط صقلية في يدي النورمانً ، إذ اتخذ ثلاثة من ملوك النورمانً في صقلية ألقابا عربية فروجارً الثاني سمى نفسه المعتز بالله وحمل وليام الاول لقب الهادي بأمر الله وحمل وليام الثاني لقب المستعز بالله وظهرت هذه الألقاب على العملة وعلى النقوش . كما كانت القرارات الملكية تصدر باللغة العربية واللاتينية واليونانية وكانت هذه القرارات تبدأ بآيات قرآنية كريمة مثل «الحمدلله حق حمده» و«الحمدلله شكرًا لانعمهًً» وفي وثائق اخرى لقب روجار نفسه بالملك المعظم القديس كما كان يستمع الى الشعراء ويدعوهم الى بلاطه وكانوا يمدحونه من بين الشعراء عبد الرحمن الأطرابنشيً الذي وصف منتزهه الملكي قرب بلارمو المعروف باسم «البحر العذب» بالمعتزية . ومازالت عباءته الموجودة في متحف فيينا شاهدة على عمق التأثير العربي الاسلامي إذ كتبت عليها كتابة كوفية وصورة فهود تهاجم جمالا وتحدث المؤرخون عن ان الحياة فيً بلاطه لم تكن تختلف في شيء عن حياة ملوك العرب المسلمين إذ كان له حريم و غلمان وكان يعيش حياة من البذخ والترف تشبه حياة ملوك الأمويين في الاندلس .
التأثير العربي تواصل في عهدي وليام الاول والثاني وكان كلاهما يتكلم العربية بطلاقة وكان قائد حراس وليام الاول مسلما وحافظ على نسق حياة ملوك العرب إذ كان في قصره جناح للنساء والوصفاء والخصيانًً وكان يقضي اغلب أوقاته في النزهة يصحبه عازفو الموسيقى العرب ويذكر ابن جبيرً في رحلته حضور التراث العربي الاسلامي في صقلية في عهد وليام الثاني إذ يقول « اما جواريه وحظاياهً في قصره فمسلمات كلهن وان النصرانية تقع في قصره فتعود مسلمة تعيدها الجواري المذكورات مسلمة وهن على تكتم من ملكهن في ذلك كله» ويقول انه حتى خارج القصر كانت النساء يقلدن النساء المسلمات كما كان حضور المسلمين في مجلس الحكم قويا وتوجد اسماء مسلمين في المجلس الذي يختاره الملك وكان هناك مقربون لوليام الثاني مثل ابي القاسم بن حمود وكان هناك تنافس بين اليونانيين والمسلمين في البلاط الا ان حضور المسلمين كان أقوى وكان لهم تأثير واضح على القرارات.