ونحن في النصف الثاني من شهر رمضان بدأت نفوس وأجساد المواطنين تتعود وتتأقلم مع الصوم ولكن تبرز من حين الى آخر مظاهر التوتر أو ما يعبر عنه ب«حشيشة رمضان» فما هي أسبابها؟ في الشارع وبمقرات العمل والإدارة وداخل وسائل النقل الخاصة والعمومية ومع ارتفاع درجة حرارة الطقس تشتعل حرب الخلافات وتطفو مشاهد التشاجر لأتفه الأسباب ويصبح سلوك بعض المواطنين أكثر عدائية.
وعن أسباب كثرة مشاهد التشنج والتوتر في هذه الفترة وهل لها علاقة بالصيام؟
أكد الدكتور عطيل بينوس الاخصائي في علم النفس، على أن ما يعرف ب«حشيشة رمضان» لدى العامة ناتج عن سلوك إنفعالي جراء الاقلاع عن شرب القهوة والتبغ والتي تجعل البعض منهم في حالة توتر و«نرفزة».
كما أن الإفراط في السهر وقلة النوم وإرتفاع درجة حرارة الطقس تجعل الصائم سريع الانفعال والتوتر والغضب لأتفه الأسباب وتابع «الأجواء العامة داخل العمل والمحيط العائلي إذا كانت متعكرة ويكثر فيها التشنج وضغوطات الحياة ال«ستراس» تنعكس سلبا على سلوكات وتصرفات بعض الصائمين وتجعلهم يردون الفعل بتشنج ولا يحكمون التعامل مع مختلف الوضعيات التي تمر عليهم في حياتهم سواء أمام المقود أو في مقر العمل ومن الأسباب الأخرى التي تفسر كثرة السلوكات العنيفة في هذه الفترة يشير الدكتور عطيل الى تغير نمط الحياة والمعيشة بالنسبة إلى بعض المرضى النفسانيين الذين يتناولون أدوية لتهدئة الأعصاب وعند الصوم تتعكر أمزجتهم ويصبح سلوكهم عدوانيا ولا يستطيعون التحكم في أعصابهم.
هذا بالاضافة الى إزدحام عربات المترو والحافلات والفضاءات التجارية وإختناق حركة المرور وتعمد بعض السائقين عدم إحترام قوانين الطرقات وارتفاع أسعار بعض المنتوجات الغذائية وكلها تساهم في تغيير سلوك المواطنين.
وفي المقابل هناك من يعتقد أن «حشيشة رمضان» مسألة مغلوطة بالأساس ويجد فيها البعض من أصحاب النفوس الضعيفة تعلة لممارسة العنف على الآخرين (عنف لفظي ومادي) وأصحاب هذا الرأي يعتبرون أن شهر رمضان شهر الرحمة والتسامح وليس مناسبة للتعدي على الآخرين كما يؤكدون أن مشاهد الخصام والسلوكات الانفعالية لا تقتصر في مجتمعنا على شهر الصيام فحسب بل تتجلى على إمتداد كامل السنة وبالتالي لا يمكن أن نرجعها الى ما يسمى بحشيشة رمضان.