لم يترك النبي فرصة إلا ومنح فيها المرأة لمسة دفء أو تقدير، حتى المرح لم ينس نصيب المرأة منه. فقد كان يداعب زوجاته ويمازحهن ويمرح معهن. تقول عائشة رضي الله عنها قالت: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن – أي لم تسمن - فقال للناس: تقدموا. فتقدموا ثم قال لي: تعال حتى أسابقك، فسابقته فسبقته. فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت، خرجت معه في بعض أسفاره، فقال للناس: تقدموا، ثم قال: تعال حتى أسابقك، فسابقته فسبقني، فجعل يضحك ويقول: هذه بتلك. (رواه أحمد).
عظيم أنت يا رسول الله!
لم تنس إدخال السرور على قلب زوجتك حتي في لحظات التعب. هذا السفر الشاق المرهق والطريق الطويل، تتذكر فيه إسعاد زوجتك وإدخال السرور إلى قلبها. لم يمنعك وجود الصحابة معك أن تتذكر إدخال السرور على قلب زوجتك. وكيف ذلك وأنت من قال: أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب مسلم.
وفي مشهد آخر مع زوجته عائشة، نراه يتبسم معها ويراعي مشاعرها. فحين أرادت أن تلعب، لم يسخر منها ومن اهتماماتها الطفولية، بل تفاعل معها وأدخل السرور على قلبها.
أخرج أبو داود في سننه من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: قَدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر، وفي سَهْوَتِها سِتْرٌ، فهبّت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بنات لي – لُعَبٍ – فقال : ما هذا يا عائشة؟ قالت: بناتي! ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال : ما هذا الذي أرى وسطهن؟ قالت: فرس! قال : وما هذا الذي عليه؟ قالت: جناحان، قال: فرس له جناحان؟ قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ قالت: فضحك، حتى رأيت نواجذه . أين هم الرجال اليوم ليتعلموا أن مشاغل الحياة مهما كانت، يجب ألا توقف تيار السعادة بين الزوجين، وأن هموم الحياة، مهما زادت على الرجل، عليه ألا يجعلها تنسيه إدخال الفرحة على قلب زوجته التي استأمنه الله عليها؟